للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من يحتاج إلى الإغراق في وصفه، يروي عن أبي صالح عن ابن عباس التفسير، وأبو صالح لم ير ابن عباس، ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف، فلما احتيج إليه أخرجت له الأرض أفلاذ كبدها، لا يحل ذكره في الكتب، فكيف الاحتجاج به. . .)

قولي منذ (١٩) سنة (ولن يجوز العقل أن يقعد ابن الأكاسرة لاستماع ثرثرة كل مهذار نفاج، ويفرغ لشهود عجرفة المتعجرف وعنجهيته) - لا يدل إلا على ما يدل عليه، وهو شرح حال اقتضاء المقام؛ ونقد رهط لغوا عن الصواب في الخطاب لا يعم فصائلهم وعشائرهم، دع عنك عمومه الجيل الذي أبدع (المبدع) منه تلك الأمة. والثرثرة والهذر والنفج في أقوال الوفد الكسروي ظاهرة. فهل يعقل أن يستقبل مثل كسرى بها وهو سلطان زمانه، وأقاليم في الجزيرة من أعماله، وأمثال النعمان من عماله. وقد تفطن الصباغ لشيء من ذلك فقول كسرى في ختام الأسطورة ما قوله، وقوله حين لغا أكثم بما لغا به: (ويحك يا أكثم، ما أحكمك وأوثق كلامك لولا وضعك كلامك في غير موضعه)

وليست خطبة أكثم من إنشاء (الواضع) ولكنها أمثال قديمة متفرقة منسوب أكثرها إلى أكثم بن صيفي هذا، وقد ألف بينها من صاغ الخبر فما تجاوبت ولا تناسبت

وأحب أن أقول اليوم: إن العربية الحقيقية بأن نستمسك بها ونتعصب لها هي التي ذكرت في (الرسالة) ٢٢١ ص١٥٦٢ السنة ٥:

(وإذا ذكرنا العربية فإنما نعني هذه العبقرية ذات التعاجيب المحمدية، وهذه القوة الخلقية، وهذه المقاصد القرآنية، وهذه الآداب الإلهية، وتلك الحضارة والمدنية. . . ليست العربية نسبة ولكنها جامعة تؤلف بين القلوب. . . فالعربي هو ذلك المتمدن المتحضر المهذب المثقف المتعلم العالم العزيز الأبي الناطق بلسان القرآن، وليس بعرب (خراب بادية غرتي بطونهم) ولا قراضيب في (الجزيرة) ولا مدلغفون. . .)

وقد دفع أدباء وعلماء من السلف إلى تفخيم العربية الجاهلية عصبية أو ولع بتعظيم قديم، ودعت إلى التنويه بها في هذا الزمان مقاصد خبيثة غريبة

إن العربانيين المنتمين إلى دور السياسة و (التضليل) يقولون متوهمين: كانت العرب في الجاهلية وكانت، وكان عندهم ما كان، فماذا عملت الإسلامية، وبأي شيء جاء محمد؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>