بالنهضة الجديدة. وعليكم كذلك أن تضحوا في سبيل هذه الغاية، تضحوا بكل شيء، وألا تجهدوا العاملين في الوقت الحاضر بمطالب أو طلبات، وأن يكون رائدنا التجرد الكامل للعمل الوطني، دون أن نلتفت إلى رغباتنا الخاصة، فهذه يجب أن تؤجل أو تنسى خلال هذه الفترة الحاسمة من تاريخ الوطن.
وقال الدكتور العميد: إن الثورة في مصر، منذ ترامت أنباؤها إليه، قد شغلته عن كل شيء، ولذلك فهو لم ينته من كتابه الجديد عن الإمام علي، ولد كان يطمع في أن يعود بن كاملا.
وجرى الحديث حول مقالات الدكتور التي كان يكتبها في العهد الماضي، بذلك الأسلوب الذي يغلب عليه الإيماء والرمز، والتي كان يفهمها كل من يقرأها، ويعرف ماذا يرد أن يقول كاتبها، مقالات الهلال، و (رسالة يكتبها الجاحظ)، و (جنة الشوك). . وغيرها مما كانت تحمل بذور الانتقاض ومعاول الهدم لذلك الطاغوت. . والعهد البغيض.
الأعداء الثلاثة. . مفخرة الجيل
ما أريد أن أجامل الأستاذ الزيات أو أنملقه حين أكتب هذه الكلمة في (الرسالة). . حقا! كان خليقا بي أن أكتبها في أي مكان آخر، ولكن هذا باب في عودنا قراءنا أن نسجل لهم فيه أهم أنباء الأدب. . وليس شك أن من أهمها هذا الأسبوع تلك الاستقالة التي بعث بها صاحب الرسالة إلى شيخ الأزهر من رئاسة تحرير مجلة الأزهر!
ولقد كنا نتنبأ بهذه الاستقالة قبل أن تقع، فقد قبل الأستاذ الزيات هذه المهمة على غير رغبة منه. كان يعلم مشقة هذا العمل، مشقة تجديد مجلة درجت على طريقة معينة فترة من الوقت. . ثم ليخرجها من حيزها (الأزهري) المحدود، كتابة وطباعة وإخراجا. . لكي تستطيع أن تقف في صف المجلات العالمية التي تشرف اسم (الأزهر) في كل بلد يقرأ أهلها العربية.
وعلى الرغم منه، قبل الزيات، وعمل. . . وتحمل الكثير من المشاق والمتاعب التي لا تتناسب مع صحته أو سنه. . ولكنه ضحى بكل شيء في سبيل العمل الباقي، وظل الناس فترة من الوقت يتساءلون: ماذا سيعمل الزيات في مجلة الأزهر وكيف سيخرجها؟
وهمس الأزهريون، لعله سيكتب مقالا شهريا ويمضي!
ثم ظهرت مجلة الأزهر، فكانت آية الفن والعلم والإخراج والبحث. . .