الرافعي متديناً شديد التمسك بالدين، وكان يشعر من هذا بجفاف قلبه، فأراد أن يرقق قلبه بالحب، وأن يرقق أسلوبه بقراءة القصة الحديثة (الطويلة والقصيرة) وأراد أن يشعر الناس بهذه الرقة بالكتابة في الحب على أسلوب فحسب، بل كذلك في اللغة، إذ كانت تظهر على أسلوبه المسحة الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والحديث الشريف.
هذان رأيان في حب الرافعي لتلميذين من تلاميذه، والرأيان - كما يرى - يتجهان إلى غاية واحدة، هي أن الرافعي لم يكن صادق الحب. ولمن شاء بعد ذلك أن يقول إن ما كتب الرافعي في تصوير العواطف وفلسفة الحب والجمال، ينقصه (الصدق الفني).
فهل عند أحد من سائر تلاميذ الرافعي شيء في هذا الموضوع؟. . .
مجلة الإذاعة:
قالت مجلة الإذاعة المصرية:(يدور البحث في دور الإذاعة العالمية وفي الإذاعة المصرية في هذه الأيام حول سؤال على طرافته خطير نطرحه على مستمعينا ليشتركوا معنا في دراسته وتبين وجه الحق فيه: هل تكون مهمة الإذاعة مجاراة ميول الجمهور أم رفع مستوى الذوق العام؟) ثم قالت إن قسم الرغبات بدار الإذاعة المصرية مفتوح الباب لما يقول المستمعون في هذا الشأن.
وأقول إن هذا البحث لا يحل مشكلة إذاعتنا، لأنها ليست ناشئة من مجاراة الإذاعة لميول الجمهور أو من عملها على رفع مستوى الذوق العام، ولو كان الأمر كذلك لرضى عنها الجمهور إن كانت تجارية، أو رضى عنها المثقفون إن كانت مرتفعة عن ذوق الجمهور. والواقع أنها لا ترضى عامة الجمهور فيما تزعم أنها تقدمه ملائماً لهم، ولا تنال رضا الخاصة بما تزعم أيضا أنه للخواص.
إن القائمين بأمر الإذاعة ليسوا من ذوي الأختصاص، وأكثرهم محمول عليها من المهن الأخرى، ويلي مناصب هامة فيها من وصل إليها بغير الكفاية، والعناصر القليلة الصالحة فيها هم بعض الشباب الذين ليس بيدهم شيء من القيادة وأكثرهم الذين تقدمهم الإذاعة يعرفون الطريق إلى توثيق صلاتهم بأولئك المشرفين؛ ومثال هذا العلاقة بين مؤلفي التمثيليات والبرامج الخاصة وبين المخرجين، فالأولون من خارج الإذاعة، والآخرون من موظفيها. ويعرف المؤلف أن (جواز) مؤلفه أن يخرجه فلان أو يقال إنه أخرجه. وينشأ من