وفي المخصص ج ٣ ص ٢٩: قالت الأوائل: إن اليقين هو العلم الثاني أي أنه لا يعلم ولا يدرك عن بديهة ولكنه بعد بذل الوسع في التعقب وإنعام النظر والتصفح. وفيه ص ٥٢ والرأي الدبري الذي لم ينعم النظر فيه.
وقول الحريري في المقامة الثانية الحلوانية:(أمعنت النظر في توسمه) محرف، والصواب ما جاء في مقدمة المقامات:
(ومن نقد الأشياء بعين المعقول وأنعم النظر في مباني الأصول نظم هذه المقامات في سلك الإفادات) وما جاء في المقامة السادسة المراغية. وفي الخامسة عشرة الفرضية وفي التاسعة والأربعين الساسانية.
وأمعن في الأمر: أبعد فيه كما في الأساس، وفي النهاية: وأمعنوا في بلد العدو وفي الطلب أي جدوا وأبعدوا، ومثل ذلك في كتب اللغة. وفي المقامة الخامسة عشرة الفرضية، وفيها (أنعم وأمعن): (قال: لأني أنعمت النظر في التقامك ما حضر، حتى لم تبق ولم تذر. فرأيتك لا تنظر في مصلحتك، ولا تراعي حفظ صحتك. ومن أمعن فيما أمعنت وتبطن ما تبطنت، لم يكد يخلص من كظة مدنفة. . .).
وأمعن فعل لازم وأنعم فعل متعد.
في ج ١٤ ص ١٩٦ كان أبو الفتح بن العميد قد أغرم قبل القبض عليه بإنشاد هذين البيتين، لا يجف لسانه عن ترديدهما:
ملك الدنيا أناس قبلنا ... رحلوا عنها وخلوها لنا
ونزلنا كما قد نزلوا ... ونخليها لقوم غيرنا
قلت: في اليتيمة: (ونخليها لقوم بعدنا) فغير النساخ
في ج ١٠ ص ١٥٤
والدهر إذ مات نماريده ... قد مد أيديه إلى بُلْهِةِ
وجاء في الحاشية: في الأصل (نماريره) فجعلت نماريده، وأحدها نمرود، وكان يطلق على ملك بابل، فلما تجبر وتكبر حين دعاه الخليل إلى التوحيد صار يستعمل في كل متكبر جبار، كفرعون اسم لكل من ملك مصر ثم استعمل في الشخص المتصف في الجبروت: