بمشاهدة رواية (المنتقم) فوجدتها محاولة ليست بذات نصيب كبير من التوفيق، إذ لم تتغلب على أكثر ما ذكرت من العيوب العامة الحاضرة، ففكرتها تافهة وهي تقوم على شخص اعتدي عليه فتشبع بفكرة الانتقام ولكنه يقتنع أخيراً بأن المسامح كريم.
ومعمل الأدوية الذي بدأت به ودارت عليه حوادث الرواية ليس من الصور المصرية، والأشخاص بها ليسوا من البشر فالخيرون هم الخير كله والشريرون هم ذات الشر، وأراد البطل أن يكون أرستقراطياً حتى بعد أن عمى وخرج من العمل فكان له ما أراد. ولكن الرواية مع ذلك اعتمدت على الفن المعبر في هدوء وانسجام وخلت من المؤثرات التهريجية، وهذا هو ف رأيي ما يحسب لها في التطور الجديد المتوقع لفن السينما.
ولاشك أن هناك نواحي أخرى لرواية (المنتقم) ليس هنا مكان التعرض لها، وإنما قصدت إلى بيان عيوب في بناء قصة السينما على العموم بمناسبة عرض (المنتقم) وبيان موقف هذا الفلم من تلك العيوب، لتبين الطريق نحو ما يرجى من التطور الجديد.