- (مولاي دارا!؟ ملكي! يا من أقمت مجد الوطن، وكنت مُحَسَّداً من أندادك للأبهة التي شادت دعائمها يدك. . . كم أنت اليوم مُحَسَّد كذلك للراحة التي تنعم بها في جوار آلهتك. . .؟ قصتنا موجزة، وتكاد ترويها كلها كلمة واحدة! الإمبراطورية يا مولاي؟ لقد نسج الزمان عليها عناكب الخراب وليس من يقيل عثرتها!!)
- (لِمَهْ؟ هل طاعون سلطه عليها رب الشر؟ أم ثورة جعلت غزلها من بعد قوة أنكاثاً؟)
- (لا هذا ولا ذاك! ولكن. . . جيشنا. . . لقد حطمه القضاء تحت أسوار أثينا!)
- (جيشنا؟ وَمن مِن أبنائي هذا التاعس الذي غامر به ثمة؟)
- (الطائش إجزرسيس! لقد أقفرت آسيا من روض شبابها بسبب تَهَوُّره؟)
- (في البر أم في البحر، حاقت بهم النكبة النكباء!)
- (فيهما معاً يا مولاي!)
- (وكيف تم لهذا العسكر المجْر عبور البَحر إلى هيلاس؟)
- (مهندسوه يا مولاي أقاموا له جسراً عَجَبَاً!)
- (وأي جسر هذا الذي يصبر لأمواج البوسفور وأواذيه؟)
- (كانت أرواح مخربة تنفخ في صدره طيلة ذلك اليوم!)
(وأية ضربة لازب طاحت بجيش فارس وبأسطولها؟ أكان العدو أكثر عدداً وأعز قوة! يا لتعسك يا إجزرسيس! ترى! كم شرذمة نجت من بطشة هذا القضاء؟)
- (ثلة في البر وثلة في البحر. . . وكان هو ينطلق لا يلوى على شيء! حتى عبر إلى آسيا!)
- (إيه يا آلهة! هكذا تديرين رحى الخراب على من يديرها على نفسه! إجزرسيس الطائش! لقد كان شيطانه هواه، فلم يرحم شبابه ولم يترفق بشباب فارس! حسب المأفون أنه يسخر بالآلهة، ليستطيع أن يكتب الأقضية، ويحول مجرى المقادير. . . ألا قد حبط مكره. . . وحاق به سوء تدبيره. . . وبدد في حماقة كل ما ذخرت لفارس من قوة وعتاد. . . وجعل خزائن سوس لأعداء الإمبراطورية نهباً مُقَسماً. . . ألا من أَضلّك يا أتعس الأبناء!)
- (أضلته نفسه، وغلب عليه استبداده، وسَوَّلت له تلك العُصبة من الحمقى والمأفونين)