للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(تعْساً لهم مُشِيري سوءٍ، وإخوان ضلالة! وتعساً له من أُحيْمق، هدم المجد الذي بناه أجداده فرفعوا عماده، ومهدوا له وأرسوا في ساحات النصر أوتاده. . . الشقي الذي نسى نصيحتي فوق سرير الموت، إذْ حذرته من محاربة الهيلانيين!)

- (والآن يا مولانا! أنصح نهتد بك في ظلمات المستقبل)

- (هي نصيحتي أبداً. . . لن تتغير. . . لا تلتحموا في حرب مرة أخرى مع الهلانيين! حتى ولو كان جندكم أكثر من جندهم أضعافاً مضاعفة! إنهم يحاربون من أجل وطنهم المفدى! أما أنتم. . . ففي سبيل أطماعكم تهرق دماء شبابكم! هذا إلى هيلاس نفسها. . . إنها تحارب بجنود لا ترونها في جانب أبنائها!)

- (هيلاس تحارب بجنود لا نراها؟ وكيف؟)

- (أجل! إنها تحارب المغيرين بالمجاعات والأيْن والطواعين! انظروا! إن شراذم مبعثرة تهيم في الآفاق. . لا تلوي على شيء. . . تفر من الميدان! ويلاه! إنها فلول أجنادكم، أصبحت لا تقدر على شيء!. . . لقد تركها القائد الشقي تقاسي من الجوع والعرى والزّمهرير. . . أشباح وسمادير، يرنق فوقها الموت عند كل أكمة!! إجزرسيس! يا أتعس الأبناء! ذق إنك أنت العزيز الكريم! فيتم استباح جنودك معابد الآلهة وأقداس الأرباب! لقد دنسوا هياكل القوم، وسلبوا معابدهم، وكسروا أوثانهم. . . فليذوقوا إذن وبال أمرهم، ولترو من دمائهم رماح الأسبرطيين. . . وليؤدوا الدين من خزائن أرواحهم مُهَجاً غالية!! يا للآلهة!! ما أقساه درساً ألقيته على كبرياء بني الموتى وخيلائهم!! زيوس يا سيد الأولمب! يا كبير الآلهة ذا الطول، يا شديد الانتقام! ما أهول بطشك حين تأزف ساعته. . . وما أبلغ حلمك!)

أيتها الملكة! يا أم إجزرسيس! يا أم ولدي التاعس! هلمي فالبسي أبهى حلك ذات الأوشية، وانطلقي فالقي ولدك المحزون! رفهي عنه وواسيه بكلمة طيبة لن يحتملها إلا منك، وبلغيه نصائحي. . .)

أما أنتم يا رفاق صباي! فالسلام عليكم. . . لتثلج صدوركم ولتطلب نفوسكم. . . لقد فرغتم من زينة هذه الحياة الدنيا التي لا تسير في ركاب الموتى إلى الدار الآخرة)

(يغيب الشبح)

<<  <  ج:
ص:  >  >>