للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكر المؤرخ (هيرودوتس) أن العرب كانوا قد تمكنوا من الدخول إلى منطقة (فلسطينية) قبل أن يتمكن من ذلك الإسرائيليون وانهم كانوا في تلك المنطقة في أيامه.

لم يترك البشر الأولون الذين سكنوا هذه المنطقة قبل العصور التاريخية أثاراً يمكن التعرف منها على طبيعتهم. وكل ما يمكن أن يقال عنهم انهم كانوا يسكنون المغاور والكهوف ويظهروا أنها أصبحت في العصور التاريخية تحت نفوذ (الاكادبين) كما يتبين ذلك من النقوش.

وفي الألف الثالث قبل المسيح كان يقيم في فلسطين شعب لا نستطيع أن نعرف عن هويته شيئا؛ إذ أن العظام التي عثر عليها في المغاور والكهوف وفي الحفريات التي أجريت منطقة (حيزر) كانت في حالة تلف شديد. والظاهر أن ذلك الشعب كان من شعوب البحر المتوسط ولعل (الحوريين) الذين ورد ذكرهم في التوراة هم من نسل هذا الشعب القديم. ويظهر مما ورد في التوراة كذلك أن (الحوريين) هم سكنة منطقة (ادوم) و (جبل سمير) وانهم من نسل (عيسو) الذي هو جد الادوميين وانهم كانوا من سكنة الكهوف في المنطقة التي أطلق عليها اليونان اسم والتي كان يسكنها العرب في أيام (سترابو) ولذلك سماها أو (العرب سكنة الكهوف) والذين كان يقال لهم في اليونانية القديمة. ويرى (سترابو) أن هذه الكلمة تصحيف أي بمعنى (عرب) أو (عربي).

وفي حوالي سنة ٢٥٠٠ قبل الميلاد لعبت الشعوب السامية دورا هاما في فلسطين؛ وقد عرف هؤلاء باسم (الكنعانيين) والذين يقال لهم (العموريون) كذلك. وقد أطلقت التوراة وجميع الكتاب على ارض فلسطين اسم (ارض كنعان) وقد عرقوا في النصوص المصرية باسم أو ويرى بعض العلماء أن (العموريين) اقدم من الكنعانيين وان الكنعانيين هم فرع منهم بدليل تشابه اللهجات والأسماء وعدم تمييز التوراة في كثير من المواضع بين الجنسين.

وكان (حمورابي) من ملوك العموريين في العراق. وهم الذين سكنوا سهل (شنعاد) ويرى بعض العلماء أن العموريين هم من أسلاف العرب لوجود تشابه كبير في طرق الحياة والأسماء واللغة فيما بين العرب والعموريين.

ويرى العلماء أن الكنعانيين والعموريين ظلوا محافظين على خصائصهم الجسمية وان كانوا

<<  <  ج:
ص:  >  >>