ومن العبث أن تسأل عن القصة: ما هي؟ ولم هي؟ فالمقصود هو (الفرقة) أو (الجوقة) أو (التخت) الذي يتكون من تحية وماري منيب وإسماعيل يس وحسن فايق وحسن كامل وسعاد مكاوي وغيرهم، فالغرض الأساسي إظهار هؤلاء في الأوضاع التي عرفوا بها، لترقص الراقصة ويغني المغني ويضحك المضحك. وهكذا نرى أن الفكرة (التخت) القديمة لا تزال كما هي في جوهرها وإن اختلفت بحكم الزمن والاختراع، فكلما كان التخت يدعى إلى الأفراح والليالي الملاح، يدعى الآن إلى (الأستوديو) للتصوير والإنتاج، أما أغراض فن القصة من عرض وتحليل وغيرهما فلا باس أن تتحقق في عرض الأجسام تحليل قدرة الممثلين على إرضاء طبقة الفارغين من الناس. . .
والتسلية في الفلم من النوع المبتذل الرخيص، ومن المؤسف أن الممثلين والممثلات - وهم مجموعة من أشهر النجوم والكواكب - كم يستغلوا استغلالاً مفيداً، لتفاهة التأليف وركاكة الحوار وضعف الإخراج، ووجه الأسف أن تكون لدينا كفاءات تمثيلية يمكن أن توضع في القوالب الفنية الراقية، ولكنها تحول إلى الابتذال والتهريج، حتى لا يجد صاحب الذوق السليم، ولا أقول المثقف - في هذا الإنشاء ما يمتعه ويبهج نفسه.
والفلم مقتر عليه في الإنفاق، وقد ظهر التكلف في انتقال أبطاله إلى الإسكندرية دون حاجة إلى هذا الانتقال، ليظهر منضر البحر والشاطئ والقطار، وهي مناظر متكررة معدة من قبل، وقد قصد بذلك تغطية فقر القلم في المناظر الجميلة، ومنظر الشارع الذي تقع فيه أهم حوادث الفلم لا ينطبق على واقع وليس له أية سمة أو معالم واضحة.