تذهب إلى منزل عزيزة وتعرض عليها أن تحل محلها ليلة واحدة لتذهب إلى والدها المريض، مقابل مائة وخمسين جنيهاً، فتقبل عزيزة وتذهب إلى المرقص وترقص. أما قطر الندى فإنها تذهب إلى جوهري علمت أن لديه جوهرة ثمينة ينوي صديقها الغني أن يشتريها وتخشى أن يهديها إلى غيرها، وتحتال الراقصة على الجوهري حتى يريها الجوهرة، فتضربه على رأسه ليفقد الوعي وتأخذ الجوهرة وتتركه صريعاً، ثم يفيق بعد ذلك ويبلغ (البوليس) وتحدث عدة حوادث وتتردد الشبه في أثنائها بين قطر الندى وعزيزة. وتستطيع عزيزة أن تبرهن لوكيل النيابة على أنها بريئة وأن الجانية السارقة هي قطر الندى، فيقبض على القطر الندى ويطلق سراح عزيزة ومن اتجهت الشبه إلى اشتراكهم معها، وهم عزوز وحسونة وبلية والمعلم كودك المصور الذي كان يصورهم وكانت الصورة تلعب دوراً هاماً في وقوع هذه الأحداث ويتزوج كل صاحبته، حتى المعلم كودك، إذ يتزوج أم عزيزة.
هذه هي قصة فلم (منديل الحلو) الذي عرض أخيراً بالسينما (نحاس فلم) وقد ألف القصة وأخرج الفلم عباس كامل. رأينا الفلم يسير في جو طبيعي مشوق حتى بدأت دسيسة الحلاق لصرف الخاطب عن مخطوبته، فقد ابتدأت سلسلة من الحوادث المبهمة ذات جو بارد ممل رغم ما تخللها من رقص وغناء، ويرجع ذلك إلى التكلف والافتعال في محاولة حبك القصة، فمثلاً أية ضرورة تحمل الراقصة على أن تحل محلها واحدة تشبهها؟ وماذا في أن تتخلف عن العمل ليلة لعذر؟ وما أدراها أن عزيزة تجيد الرقص مثلها؟ والعجيب أنها اكتفت بقول عزيزة لها إنها تعرف الرقص دون أن تحقق من هذا. . . وهكذا لو تتبعنا وقائع الفلم وجدناها تسير وفق رغبة المؤلف والمخرج في أن يهيئ مواقف معينة ولو أخرج طبائع الأشياء عن حقيقتها وأجرى الأمور في غير مجاريها. وهناك الزحمة التي تربك المشاهد والجلبة التي تصدع الرؤوس وتضيع في غبارها عناصر الفكاهة والغناء والرقص. ولا سيما أن بطلته تحية كاريوكا (عزيزة) وقد تعجلها المخرج فلم يصبر عليها حتى تصل الحوادث إلى المرقص، بل جعلها ترقص لخاطبها عزوز بدكانه بين الأحذية في أول مرة يلتقيان فيها. . . وهو (عبد العزيز محمود) يغني لها ولمنديلها (الحلو) حتى استحال الدكان إلى (كباريه)!