للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المؤتمر لنصرتنا والدفاع عنا فكان ميل الناس من ولايته إلى حزب المؤتمر طبعياً. فنقلت هذه الشكوى إلى السيد جناح أملا أن اقرب بينهما. فقالت السيد جناح إنه لم يتلقى رسالة ما من عبد الغفار خان وان الحوادث التي يشير إليها الخان كانت سنة ١٩٢٩ ولم يكن للرابطة إذ ذاك قدرة على النجدة ولم تكن بلغت من الشان والنظام ما بلغت. ثم قال ومع هذا كافحت كثيراً من أجلهم حتى نالوا ما نالوه من النظام الذي يتمتع به الإقليم اليوم. وقال فليدخل عبد الغفار خان في الرابطة ثم يطلب ما يشاء. ولست مسيطرا على الرابطة ولكني واحد منها فلا أستطيع أن امنح أو أعد بما لم تأذن به.

وحدثته في تقسيم الهند وفي انحياز إقليم في باكستان إلى دولة هندوستان أو العكس، وفي دعوة المؤتمر والربطة في ولاية الحدود الشمالية الغربية. فقال إنه لا يملك أن يمنع الناس من الانحياز إلى جانب الذين يرغبون في الانحياز إليه، وإنه يعترف لأهل هذه الولاية بحقهم في الانحياز إلى هندوستان أن أرادوا. ولكن الرأي في هذا الأمر ليس لعبد الغفار خان وأمثاله ولكن لجمهور الناس. هم الذين يفصلون في انضمامهم إلى أحد الجانبين.

وتكلمنا عن مصر والسودان، فقال لا ترجعوا عن مطالبكم في السودان قيد شعرة. وانتقل الحديث إلى فلسطين فوكد حق العرب فيها وأوصى بأن لا تكون موضع مساومة.

وعدنا إلى الحديث عن مؤتمر إسلامي فاستحسن الرأي وقال سننظر أيكون في كراتشي أو دهلي أو مكان آخر.

ورجع إلى حديث عبد الغفار خان فوكد ما قاله من قبل غاضباً متحدياً. وفي ختام الحديث قال أيبلغ رئيس الوزراء النقراشي باشا أني لا أزال اذكر حديثه الودي وحفاوته بي ومبالغته في إكرامي حينما مررت بالقاهرة؟

ثم سأل كاتبه هل أعد رسالة عزام باشا، فعرض عليه الصحيفة مرقومة فأخذ عليه بعض الغلط وردها إليه فأصلحها. وقد حمل هذه الرسالة السيد تقي الدين الصلح مندوب الجامعة العربية في المؤتمر.

وقد تحدث عن باكستان في المرتين حديث المجاهد الموفي على غايته، الواثق بظفره. وكان في حجرته لوح صغير عليه خريطة باكستان الغربية والشرقية من الذهب أو مذهبة.

وهو رجل طويل نحيف معروق يجلل رأسه شعر اشمط يوحي إلى محدثه العزم والمضاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>