للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هجومهم؛ وبذلك ضيعوا على الألمان فرصة تقديم مساعداتهم الجدية لإيطاليا في صقلية

أما موقع الهجوم فقد اختارها الحلفاء في جزء كان خبراء المحور يرون الحلفاء فيه أبعد احتمالاً من غيره، فاختاروا الركن الجنوبي الشرقي للجزيرة، وذلك لأن وعورة أراضيه وكثرة مرتفعاته وقربه من قواعد المحور الجوية في جنوب إيطاليا تجعل من العسير نزول قوات كبيرة من المشاة والدبابات كما تجعل القوات النازلة أكثر عرضة لضربات العدو الجوية وأقرب منالاً للقوات البرية التي تأتي عن طريق خليج مسينا. لهذه الأسباب كان نزول الحلفاء في هذا الجزء غير متوقع

وقد تطور القتال منذ بدء الغزو تطوراً يعتبر في صالح الحلفاء الذين استولوا على معظم المدن المهمة هناك ولم يبق أمامهم سوى قطانيا حيث تدور بعض المعارك في السهل الذي يحيط بها. ويرجع عدم وقوع معارك كبيرة حتى الآن إلى أن القيادة الإيطالية في الجزيرة تراقب الحالة بعين يقظة حتى تقف على المكان الذي يجب أن توجه إليه قواتها الرئيسية

وبديهي أنه يفرغ الحلفاء من هذا الركن فسيحاولون الزحف بقواتهم داخل الجزيرة للاستيلاء على المواقع الهامة التي تجعل خليج مسينا في قبضتهم، وذلك ليتسنى لهم عزل صقلية عن إيطاليا ووقف سيل الإمدادات التي يوالي المحور إرسالها، وحينئذ يسهل السيطرة على باقي أجزاء الجزيرة الغربية وتعتبر صقلية أول ثغرة يحاول الحلفاء فتحها في القلعة الأوربية، وستختبر على هذه الجزيرة قوة استحكامات أوربا الدفاعية، فإذا نجح الحلفاء ف غزوها فستخذون منها نقطة للهجوم على إيطاليا نفسها، كما أنها ستصبح أعظم قاعدة بحرية للأساطيل المتحالفة في البحر الأبيض المتوسط

ويظهر للمتتبع لسير الأعمال الحربية أن الحلفاء محتفظون بقوات احتياطية كبيرة في شمال أفريقيا حيث تصل إمدادات متوالية من بريطانيا وأمريكا

ويمكن التكهن بأن هذه القوات يحتفظ بها لغرضين: أولهما أن القيادة المتحالفة تعمل لمواجهة احتمال قيام المحور بحركة تركيز أو تطويق قد تؤدي إلى الإحداق بقواتهم، فوجود هذا الاحتياطي يمكن الحلفاء من إفساد أية محاولة في هذا الصدد

أما الغرض الثاني فينحصر في الإبقاء على هذا الاحتياطي لاستخدامه في مهاجمة جزيرتي سردينيا وكرسيكا اللتين سيكونان بلا شك الغرض التالي للحلفاء بعد صقلية، إذ أن احتلال

<<  <  ج:
ص:  >  >>