الأستاذ جاد المولي بك أن ينص في محضر الامتحان على أن اللجنة غير مسؤولة عما في الكتاب من آراء، وإنما مُنح مؤلفه إجازة الدكتوراه جزاء ما بذله من الاجتهاد في استنباط تلك الآراء؟
لن أذكر كتابي بغير الجميل، وإن كنت أعلم الناس بما فيه من عيوب هي في نظري من غرائب الجمال. وهل يعاب عليه غير أقباس من الحيوية لا ينجو منها شاب كالذي كنت في سنة ١٩٢٤؟
ردوني إلى ما كنت عليه من شراسة وحمق في ذلك العهد، وخذوا ما أملك من ثروة وصيت، فيوم واحد من شبابي أطيب وأنضر من أطايب الوجود
الكتاب والمؤلف:
يقع هذا الكتاب في أكثر من أربعمائة صفحة بالقطع المتوسط، وثمنه خمسة عشر قرشاً، أما النسخة المجلدة فتباع بعشرين، فأرجو المكتبة التجارية أن تراعي هذا السعر، فلا ترهق التلاميذ، لأن أكثرهم أفقر مني
وقد قدم هذا الكتاب لنيل الدكتوراه في الفلسفة من الجامعة المصرية سنة ١٩٢٤، وكانت لجنة الامتحان مؤلفة من حضرات الأساتذة الأكابر: منصور فهمي، وأحمد ضيف، ومحمد جاد المولي، وعبد الوهاب النجار، وأحمد عبده خير الدين؛ وقد انتقل النجار وخير الدين إلى جوار الله، فإلى روحيهما في دار الخلود أقدم أصدق التحية وأطيب الثناء
واسم المؤلف محمد زكي عبد السلام مبارك، وكان فيما سمعت شابا يحاول الوصول إلى الحق، وطريق الحق كثير الأشواك والعقبات، فلم يصل إلا بعد أن أدمى قدميه، إن صح أن الله أراد أن يكون من الواصلين
ويظهر أن المؤلف كان يعاني ثورة روحية وعقلية عند تأليف هذا الكتاب، وهو نفسه حدثني أنه صاحب الغزالي في مؤلفاته نحو خمس سنين، فأسره الغزالي على نحو ما يصنع بمن يواجهون نوره الوهاج، ورأى المؤلف أن تأليف كتاب في (الأخلاق عند الغزالي) لا يتيسر إلا بعد النجاة من أسر الغزالي، فجمع قواه وكسر باب الأسر، ليتنسم أرواح الحرية الفكرية، وليلقي الغزالي لقاء الند للند، إن كان للغزالي أنداد
وفي مدى ثلاث سنين استطاع ذلك الشاب أن يكتب رسالة للدكتوراه في الفلسفة عن