تلك الأجسام على طبيعة واحدة، فاختلفت طبائعها بالحركة الفلكية، فكان القريب من الفلك المتحرك أسخن والطف، والبعيد أبرد واكشف. ثم اختلطت العناصر، وتكونت منها المركبات. ومما تكون منها نوع البشر كما يتكون الدود في الفاكهة واللحم، والبق في البطائح والمواضع العفنة، ثم تكون بعض البشر من بعض بالتوالد، وصار ذلك قانونا مستمرا، ونسى التخليق الأول الذي كان بالتولد. ومن الممكن أن يكون بعض البشر في بعض الأراضي القاصية مخلوقا بالتولد، وإنما أنقطع بالتوالد لأن الطبيعة إذا وجدت طريقا استغنت به عن طريق ثان.
٩٦٠ - أبو العتاهية. . .
الأغاني: محمد بي أبي العتاهية: قال: لما قال أبي في عتبة:
كأن عُتابة من حسنها ... دمية قس فتنت قسها
يا رب، لو أنسيتنها بما ... في جنة الفردوس لم أنسها
شنع عليه منصور بن عمار بالزندقية وقال: يتهاون بالجنة، ويبتذل ذكرها في شعره بمثل هذا التهاون. وشنع عليه أيضا بقوله:
إن المليك رآكِ أحسن خلفه ورأى جمالك
فحذا بقدرة نفسه ... حور الجنان على مثالك
وقال أيضا: أيصور الحور على مثال امرأة آدمية! والله لا يحتاج إلى مثال، وأوقع له هذا على ألسنة العامة، فلقي منهم بلاء
٩٦١ - . . . . وإلا فالطفل مسلم
في (طبقات الشافية الكبرى) للسبكي: أبو عبيد بن حربونة كان يرى أن الطفل إذ أسلمت أمه دون أبيه لا يتبعها في الإسلام، وإنما يتبع الأب، وهو رأي شيخه أبي ثور، فأسلمت امرأة ذمية، ولها ولد طفل، ولم يسلم الأب، ومات، فدس على أبي عبيد من يساله، فتفطن إلى أنه أن فعل ذلك (أي أن حكم ببقاء كفر الطفل تبعا لأبيه) قامت عليه الغوغاء. ونصحه أبو بكر (الإمام الجليل أبن الحداد المصري) وقال له: لا تعمل بهذا وإياك والخروج فيه عن مذهب الشافعي، فانك أن فعلت ذلك وأنالك الأذى من الخاصة والعامة. وعلم أنه أن لم