وإذا زرت بعض البيوتات، رأيت الفتيات العذارى يؤثرن لغة أجنبية على لغة المهد، ويتراسلن بها في أحاديثهن في زهو وخيلاء وإذا قصدت بعض الشركات الأجنبية ذات النفوذ القوي أو التي يسندها نفوذ قوي، رأيت اللغة العربية منزوية في ركن من الأركان لتفسح للغتين أو لثلاث من اللغات الأعجمية مجال المحادثة والمكاتبة والمحاسبة.
أن اللغة العربية تصارع صراعا عنيفا، تتعرض حينا للبوار في بعض الدور، ولكنها سرعان ما تنهض من كبوتها، وتحاول الأيام أن تنال من جاهها فتفلح أنا ولكنها لا نفتا حتى تسترد عزها صراع مستمر كصراع الليل والنهار، ولكننا إذا استشففنا من تجارب الماضي مال اللغة العربية في المستقبل، بتنا مطمئنين إلى ظفرها في النهاية، وهي نهاية قريبة بأذن الله. . . .