على أن يدخل فيه بعض نظرات في تلك الحرب تصل بين خبرة الماضي وخبرة العصر على النظام الذي تقتضيه طبيعة ملاحظات المؤلف، محتجبين لنصيحتهم بأن الطلبة قد أتيح لقليلين منهم الفرصة والوقت للتعمق في أكداس المواد التاريخية
فالكتاب أبحاث استراتيجية في الحروب الحاسمة، مهد لها مؤلفه بفصل في التاريخ من حيث هو خبرة عملية؛ ثم بحث في حروب اليونان (إيبا مينونداس وفيليب والأسكندر فحروب رومة (هنيبال وسبيون وقيصر فحروب القرون الوسطى، فحروب القرن السابع عشر (جستاف أدلف - وكروميل وترين فحروب القرن الثامن عشر (مرلبورو وفريدريك الثاني فحروب الثورة الفرنسية (نابليون)، فحرب القرم وحرب سنة ١٩١٤ يريدون بكلمة استراتيجي في اللغة الفرنسية باباً من الفن العسكري يتعلق بخطط قيادة الجيوش إلى حيث تلاقي جيوش العدو. ويعنون بكلمة تكتيك فن ترتيب الجنود واستعمالها في القتال.
وقد ذهب المؤلف إلى إن هذين التعريفين ضيقا النطاق، وإن التكتيك والإستراتيجي متداخلان. وإن هناك الإستراتيجي العادية والإستراتيجي الكبرى وهي تشمل السياسة العامة للحرب سواء أدارت في ميدان أم في ميادين، وأن هذه السياسة يضعها ويديرها الحكام المدنيون؛ أما القواد العسكريون - خصوصا في البلاد الديموقراطية - فعليهم حسن استعمال وسائل القتال لتحقيق أغراض السياسة. وفيما يلي خلاصات من بعض فصول الكتاب. قال صاحبه:
١ - رجال العسكرية في العالم يعترفون جميعاً بصدق قول نابليون في الحرب:(إن نسبة الحال النفسية إلى الحال المادية كنسبة ثلاثة إلى واحد) في الحرب
وقد لا يكون لهذه النسبة أية أهمية في الحقيقة إذا اجتزئ بالنظر إلى قيمتها الحسابية، لان المستوى النفسي يميل إلى الهبوط عند عدم كفاية السلاح، وأي نفع يكون لأشد الإرادات ثباتاً في جسم هامد؟
لكن لذة الحكمة قيمتها على الدوام، وإن كان العامل النفسي والعامل المادي متلازمين، وكان كل منهما لا ينقسم، لأنها عبارة عن أن العوامل النفسية هي المرجحة في جميع الأعمال العسكرية الحاسمة؛ فإنها عليها وحدها تتوقف باطراد نتيجة المعركة ونتيجة الحرب؛ وفي