مدرساً في مدرسة أولية كذلك. . . وفي قوله هذا جزء من رأيه. . . وقد ذكر أن أبناءه تلاميذ في مدرسة داخلية وقد أختارها لهم لا عن تفكر وتفضيل، بل مدفوعاً بتيار العصر والعرف! أما أحسن ما يجب أن يتحلى به المدرس فهو أن يكون ذا حماسة لفنه ومقدرة طبيعية على النقد بحيث يؤثر في تلاميذه وينمي فيهم غرائز النقد والذكاء والبصر بالأشياء. ثم نعى على المدرس أن يكون متحذلقاً موحشاً. . . ولا جرم فهذا المدرس يكون قليل الثقافة قليل الخبرة، وعلى ذلك يكون أخيب المدرسين!
وبريستلي يحبذ الجمع بين الجنسين في التعليم على شريطة أن يفصل بينهما بعد الرابعة عشرة. أما ما يؤخذ على شباب هذا الجيل من الكسل والفظاظة وانعدام روح المجازفة، فهو لا يرى ذلك ولا يوافق عليه ويعزو القليل منه الملاحظ فيهم، إلى روح العصر نفسه، لأن روح العصر حببت إلى الناس الترف والعيش على هامش الحياة دون التوغل في أعماقها، ولذا لا يلومهم على أنهم قُنَّع. . . لأنهم إذا عدوا طور الشباب إلى طور الرجولة أقبلوا على مصاعب الحياة وتمرسوا بها، فلو علمناهم قليلاً من النظام لظفروا بكل ما واجههم فيها
١٣ نوفمبر والأدب
مما يؤسف له أن تصدر مجلاتنا الأدبية وليس في واحدة منها إشارة إلى ١٣ نوفمبر. ولسنا نستثنى الرسالة من تلك الملاحظة بل نحن نكاد نحصها بها لأن ١٣ نوفمبر هو يوم فاصل بين حياتنا ومع ذاك فقد صدرت الرسالة مساء ذلك اليوم وليس فيها إشارة إليه. . . والمجلات الأدبية تعد ثبتا للحوادث وسجلاً لتوقيعات الأمة، ولم يكن أولى من الرسالة بأن تكون كذلك. ثم نحن نبحث عن صوت الأدباء في ذلك اليوم فلا نكاد نسمع لهم ركزاً، مع أن اليوم هو يومهم قبل أن يكون يوم الساسة الذين أقاموا السرادقات ليطعن بعضهم بعضاً وليوجه بعضهم إلى بعض أقذع ألوان السباب والتشهير والشتم، وهم في ذلك ينسون أنهم قادة أمة وزعماء شعب وكان أليق بهم ألا يظهروا بهذا المظهر الزري. ولكن المسئول عن هذا هم الأدباء لأنهم سمحوا للسياسة بأن تطغى على الأدب في هذا اليوم المقدس الرهيب الذي يحمل للأمة ذكرى جهادها. . وتلك ملاحظة عسى أن تنفع في السنة الآتية