للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكيف كانت؟ كيف لا كيف، ألم يكف أنها كانت حواء؟

قال الصقر: لو كانت هذه أنثاي لنذرت الصوم عن لحوم الكنار شكراً لله على هذه المنحة الغالية

وقال الأسد: لو كانت هذه أنثايَ لشكرتُ الله بالصفح عن القرود

وقال البلبل: لو كانت هذه أليفتي لابتدعت لحناً يسكر سكان الفردوس

فهتف هاتف: حواء لآدم، وآدم لحواء، وليس في الإمكان أبدع مما كان. فغضُّوا أبصاركم عن حسنٍ هو عزاء آدم في بلواه، وهو حجته في استباحة العصيان

محكمة، محكمة!!

ونظر آدم فرأى جلال الله يسيطر على الموقف، ورأى أنه سيحاسَبُ أمام جميع الخلائق

- رباه، أجِرنِي!

وكيف أُجيرك وأنت مذنب؟

أحب أن يكون الحساب في جلسة سِرية

- لماذا؟

- لأدافع عن نفسي بحرية، فعندي كلام لا أحب أن يسمعه القرود، ولأني أخاف أن تنصعق حواء من شماتة الشامتين، وهي أرقُّ من الوهم الذي يساور القلب الأوّاب

- لك يا مخلوقي الأثير ما تريد على شرط أن تكتم ما سيدور في الجلسة السرية، فأنا أعلم أنك ستفوه بأقوال تزلزل عزائم الآساد في رعاية الأشبال.

زكي مبارك

<<  <  ج:
ص:  >  >>