للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مرتحلاً من نجم إلى نجم، ومن كوكب إلى كوكب، متباعداً عن الأرض ما استطعت، مختاراً من أكوانك أقصاها ٍكأنما كنت أريد أن أستوعب ملكك، فما استوعبت شيئاً وما كنت إلا لأرتد حسيراً، ولكن بعد أن تطول حيرتي فيك وفي ملكك. . .

سبحانك! قد خلبت لبي. . .

يا صاحب الصحراء تخرج فيها الحي من الميت. . . يا لمسحرك هذا الأقفر من مسرح!

يا صاحب الناقة الصابرة! يا صاحب النخلة المتكبرة! يا صاحب السلحفاة الصائمة الساخرة! يا صاحب الغزالة النافرة!

أليس هذا فنك! وهل عشقت سواه حين كنت أنكرك!

ما عشقت سواه وأنا منكرك! ولا عشقت سواه وأنا راج أن أعرفك! وما سوى ذلك إلا العدم، فكل موجود من أثرك وصنعك.

يا رب محمد! أستغفرك!

وأحمدك وأشكرك. فلقد ذكرتني بك حين أنسيتني نفسي، وأنا حين أذكرك أهدأ وأطمئن، لأني أعرفك الرحمن الغفار الذي ينقشع أمام رحمته وغفرانه كل ضلال وكل عطب؛ والذي إن عاقب أرسل في العقاب راحة ورضى، وقرن بالعسر يسراً. وإن مع العسر يسراً.

بدأت أنتعش. . .

زوابع من الإسكندرية تناديني. أريد أن أنطلق. أريد أن أعربد مرة أخرى؛ ولكن عربدة المؤمن المطمئن.

أريد أن أصرخ. أريد أن أبطش بهذه الظلمات التي بطشت حين أمنت إليها. أريد أن أقيم الدنيا وأقعدها. فهل أنا قادر من ذلك على شيء. . .

إذا أردت أنت فإني قادر، فإذا لم ترد فهاأنذا كما أردت. . .

قلبي ينبض بالأمل فيك، وعقلي شارد وراء هذا الأمل يريد أن يعرف ما هو، ولكنه تعب ولم يعرف ما هو. . . فأرشدني.

ليس أشهى لدى من أشعر بأني أرضيتك وأنك أرضيتني

وأنا طماع، دنيء النفس. قد أتخم ولكني قد أشبع.

<<  <  ج:
ص:  >  >>