وعرفه من عرف ولم ينكره من جهل، وتدافعوا إليه. . . إنه هو. . . إنه أحمد!
(ذلك يوم البعث ولا ريب): قالها كل مستمع لصاحبه. . . لم يمت أحمد، ولم تأكله وحوش الصحراء، ولم يحمله من حملوا إلى قبره يوم حملوا الرفاتَ المجهول النسب من مجهل الصحراء إلى معلمها؛ ولكنه كان حياً يرزق. كان يهيئ نفسه ليلقي أبلغ خطبة جهر بها خطيب، وأبْين قصيدة نظمها شاعر؛ وابرع سخرية أبدعها أديب؛ فخطب ونظم وسخر. . . واستمع لرأي الناس فيه ميتا حياً، وأسمعهم رأيه. وبلغ المجد الذي أراد، وبلغ ما شاء من الانتقام لنفسه ومن السخرية بالناس! وعاش!