والمدرسة العادلية التي بناها نور الدين محمود بن زنكي ولم يتمها، ثم الملك العادل سيف الدين ولم يتمها أيضاً، حتى أتمها من بعده ولده الملك المعظم ونسبها إلى والده الذي دفن فيها فسميت العادلية
كانت هذه المدرسة من أمهات المدارس الخاصة بالشافعية في دمشق كما كانت مقر القضاة فيها
سكنها الكثير من كبار العلماء أمثال ابن خلكان والعلاء القونوي. وأبناء السبكي وابن مالك النحوي وابن جماعة
وفيها ألف ابن خلكان تاريخه المشهور وعلى بابها كان يقف ابن مالك يدعو الناس لحضور دروسه، ينادى هل من متعلم هل من مستفيد؟ وحول بركة العادلية كان قاضي شمس الدين ابن خلكان يدور الليل كله حتى الصباح ويقول في دورانه:
أنا والله هالك ... آيس من سلامتي
أو أرى القامة التي ... قد أقامت قيامتي
ولما أسس المجمع العلمي العربي في دمشق سنة ١٩١٩م جعلت مقر المجمع، وهي الآن تضم المجمع العلمي والمتحف العربي وقاعة المحاضرات التابعة للمجمع. وعلى ذكر العادلية وشغل المجمع العلمي لها أقول: إن المجمع وضع يده أيضاً على المدرسة الظاهرية التي أنشأها الملك الظاهر بيبرس ودفن بها هو وابنه الملك السعيد
والظاهرية كانت مدرسة ودار حديث معاً، درس بها الأذرعي والأخنائي والسويدي والأسدي والرعيني والواسطي
فتسلمها المجمع العلمي العربي وجعلها مقر دار الكتب العربية في دمشق، وخص القبة الظاهرية المزينة بالفسيفساء البديعة بالمخطوطات المحفوظة في الدار