والدكتور محمد حسين هيكل باشا ومحمود تيمور بك وتوفيق الحكيم بك وعزيز أباظة باشا وفريد أبو حديد بك. ويتنحى عن عضوية اللجنة كل من له إنتاج تنطبق عليه الشروط.
احتفال الجامعة الشعبية بالربيع:
أعلنت الجامعة الشعبية أنها ستقيم (مهرجان الأدب والفن في عيد الربيع) ووصلتني دعوتها في يوم لا ربيع فيه. . فقد كان مغبرا حامي الأنفاس كأن هواءه ينبعث من أتون. . فشعرت بشيء من الغيظ لطفته المفارقة بين دعوة الجامعة والحال الواقعة، ثم داخل نفسي شيء من الخبث، إذ رجوت أن يأتي يوم المهرجان من هذه الأيام النكراء التي يتعاقب فيها الحر والبرد فيؤذي تقلبها الجسم ويقذي العين ويزكم الأنف ويسقم النفس، فأشمت بمن سيتغنون بالربيع وبهجته واعتدال جوه. . ولكن خاب رجائي، فقد كان ذلك اليوم الذي ذهبنا فيه إلى نادي الصحفيين لمشاهدة المهرجان، من الأيام النادرة الخاطفة التي يطل فيها الربيع على بلادنا ثم لا يلبث أن يعدو.
فلنغض هنا عن أعاصير الربيع و (خماسينه) ولنستمع إلى خطباء المهرجان وشعرائه، فقد نجد في ربيع الأدب ما يعوضنا عن ربيع الطبيعة.
افتتح الحفل بكلمة للأستاذ الشاعر الكبير عزيز أباظة باشا أثنى فيها على جهود الجامعة الشعبية في خدمة الفن والأدب، ثم قال إن العرب شغفوا بكل ما تزخر به الطبيعة من مباهج وفنون، وكان للربيع في الأدب العربي لمحات وإن كانت باهتة الأضواء إلا أنها تومئ إلى مدى تعلق النفس العربية بالجمال الكوني في شتى ألوانه ومرائيه، ومما يعجبني من وصف العرب للربيع قول ابن الرومي:
حبتك عنا شمال طاف طائفها ... بجنة فجرت روحا وريحانا
ورق تغنى على خصر مهدلة ... تسمو بها وتمس الأرض أحيانا
تخال طائرها نشوان من طرب ... والغصن من هزه عطفيه نشوانا
ثم قال الأستاذ عزيز باشا: إن رأيي في الذي كتبه العرب عن الربيع أنه بصفة عامة بعيد عن الروح الشعرية التي نأمل أن نجدها في أدبنا الحديث، فأغلب الذين تحدثوا عن الربيع لم يتجاوزوا حدود الملموسات والمرئيات حتى كأن الحياة، وهي العنصر الجياش في تكوين