للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كهنوتك ثم أجلسك على فخذيه بين جماعة من الشبان، ولا يزال على جبينك آثار من غض قبلاته! وفي ولائم هوراس كنت تغنين وأنت تثملين بالشراب، وجاء فولتير فقادك إلى البلاط تحت أبصارنا جميعاً.

- ٦ -

يالك من قسيسة خبت نارها. هاهم أعظم الناس خطراً لا يضعون على جباههم من تاجك إلا بعضه. هاهم تقف أقدامهم وكأنما يتعثرون في خطاياك حتى أنه لمن الإهانة لأحدهم ألا يكون شاعراً. ينثرون أفكارهم مع رياح المنصة فتدور بها عمياء كالقدر ثم تحملها إلى غير مستقر.

- ٧ -

متكبرون متعالون في مواقفهم الكاذبة وأن مادت الأرض تحت أقدام أولئك التريبون خطبهم الفانية تتملق الجماهير التي تلتف حولهم وتصفق لعباراتهم أولئك الجماهير الذين يتجددون باستمرار في هذه المسارب الضيقة. هؤلاء النظارة لا يحملون لأولئك الممثلين السياسيين إلا أزهاراً لا رائحة لها وما لها من غد في أغلب الأحيان.

- ٨ -

ُافْقهم تحده جدران صالتهم حيث يقومون بألعابهم الكاذبة والشعب يسمع عن بعد ضوضاء مجادلاتهم ولكنه لا ينظر إلى تلك الألعاب الا كما ينظر أبناؤه ونساؤه مضطربين إلى ذلك الحدث العجب. آلة البخار ذات المائة ذراع.

- ٩ -

ترى الفلاح المعتم يسخط عندما يوقف محراثه ويترك فلاحته لينتخب ومع ذلك ها هو أحد محامي اليوم قد استقر في أعماق نفسه احتقار ما نصيبه الخلود. ذلك المحامي الذي يشك في خلود النفس ويعتقد في خلود أقواله هو. أيها الشعر أنه يسخر من رموزك الموقرة وأنت للمفكرين الحقيقيين موضع الحب الذي لا يفنى.

- ١٠ -

كيف تصان الأفكار العميقة ما لم تتجمع نيرانها في ماستك النقية التي تحفظ سناها المتركز. تلك المرآة الصافية الوهاجة المتينة (بقايا ما يبيد من دول) ذلك الحجر الخالد

<<  <  ج:
ص:  >  >>