الذي تعثر به أقدامنا عندما نبحث عن أنقاض المدن الفانية فلا تجد لها من أثر.
- ١١ -
أيتها الماسة الفريدة ليضيء شعاعك للعقل الإنساني مواضع خطواته البطيئة المتخلفة. ليضعك الراعي على قمة منزله لكي نستطيع أن نرقب عن بعد الشعوب تطوى سبيلها. لما يصح النهار وما نزال عند أوائل أشعته الفضية التي تسبق بزوغ الفجر وتميز أفق السماء من مستوى الأرض.
- ١٢ -
ما تكاد الشعوب تفطن لنفسها وسط حشائش العوسج التي نبتت حولها وهي غارقة في سباتها. ها قد أخذت أيديهم المتضافرة تشق سوقها لتضع الجهاز الأول. ما تزال البربرية تمسك أقدامنا في غمدها. وما يزال رخام الأزمنة الساحقة يعلو إلى ما فوق خواصرنا. ما أشبه كل رجل نشيط بالإله (ترميس).
- ١٣ -
على أن روحنا الوثابة تفيض بالنشاط، فلنشق الحجب عن مكنون قواها والمكنون موجود وان توارى عن النظر. للنفوس عالم تجمعت به كنوزها وان لم نستطع لها لمسا. بين أحضان الله تضام الوجود وفي منطقه تركزت حكمة البشر كما تركزت أجسامنا في فضاء الأرض.