الولايات المتحدة أسبق هذه المستعمرات جميعا إلى الاستقلال إذ حققت استقلالها في ١٧٧٦ واعترفت به الدول ١٨٨٣.
عالم أفضل
ظلت الولايات الأمريكية تنتهج سياسة العزلة فإن شعبها قد آثر أن يحتفظ بحريته وأن يبتعد عن مشاكل العالم القديم المعقدة، ولكنها في خلال الحرب العالمية الأولى وجدت أن اضطراب العالم القديم سيؤدي حتما إلى اضطراب شؤونها الاقتصادية ويشل حركتها التجارية والصناعية، ولذلك اضطرت أن تخرج على مبدأ الحياد الأمريكي وأن تساهم في إعادة السلام إلى العالم القديم، ودخلت الحرب في جانب الحلفاء (بريطانيا وفرنسا وحلفاءهما) وانتهى الأمر بانتصار الحلفاء وخذلان ألمانيا.
ولما قامت الحرب العالمية الثانية ١٩٣٩ وقفت الولايات المتحدة الأمريكية بجانب إنجلترا وروسيا للقضاء على الخطر الألماني. . وفعلا وفقت هذه الدول وحلفاءها في القضاء على هتلر. وتحتل قوات إنجلترا وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا الأراضي الألمانية منذ ١٩٤٥ حتى الآن.
ولا يستطيع أحد أن ينكر فضل الولايات المتحدة الأمريكية على إنجلترا. . فبرجالها وعتادها كسبت إنجلترا الحربين العالميتين. الأولى والثانية.
وليس يعنينا نحن الشرقيين مدى ما قدمته وتقدمه الولايات المتحدة الأمريكية من مساعدات لإنجلترا أو لغيرها. . وإنما يعنينا أن نعرف حقيقة شعورها بالنسبة لنا ومدى استعدادها لخدمة قضايانا وهي قضايا الحق والعدل والحرية، وكذلك يجب أن نعرف الشعب الأمريكي بمشاكلنا وقضايانا حتى يتخذ لنفسه سياسة تقوم على الحق والعدل. ذلك أن الشعب الأمريكي يؤمن بالحرية أشد الإيمان ولا يرضى بها بديلا، وتاريخ أمريكا ينطق بهذا.
وقد وصف ترومان رئيس جمهورية الولايات المتحدة عند توقيعه ميثاق هيئة الأمم المتحدة في ٢٥ يونيه ١٩٤٥ مركز أمريكا في العالم الحديث بأنها (بناء متين يمكننا أن نقيم عليه عالما أفضل). وبدأت أمريكا تشترك في توجيه السياسة الدولية اشتراكا تهدف به إلى سيادة الديمقراطية ومقاومة الطغيان والدكتاتورية والقضاء على أشد أعداء الإنسان: الجوع والشقاء واليأس.