والتجارة الخارجية، وسنتناول هذا الموضوع بالتفصيل فيما بعد.
ويتحدث الناس عن هذه الدولة فيقولن (أمريكا) ولكن هذه التسمية ليست صحيحة، فإن الولايات المتحدة ليست إلا ثالثة دول ثلاث تحتل القارة الأمريكية الشمالية. أما الدولتان الأخريان فهما كندا والمكسيك. ولكن الولايات المتحدة أعظم الدول الثلاث شأنا وأقواها أثرا. . ومن هنا أطلق عليها (أمريكا) وهو من باب إطلاق اسم الكل على الجزء لما لهذا الجزء من أثر وخطر.
عالم جديد:
ظل سكان الدنيا القديمة يجهلون أن هناك أرضا واسعة لم تكتشف بعد حتى نهاية القرن الخامس عشر الميلادي. وكان كشف القارة الأمريكية مفاجئا: ذلك أن البرتغاليين عملوا كل جهودهم للوصول إلى الهند عن طريق رأس الرجاء الصالح. أثار هذا النجاح ثائرة إسبانيا، فأرادت أن تصل إلى الهند أيضا. هنا تقدم كرستوف كولمبس وهو بحار إيطالي يعرض على ملك إسبانيا وملكتها القيام بتحقيق الفكرة عن طريق السير غربا فوافقاه، وزوده الملك فرديناند والملكة ايزابلا بحاجته من الرجال والمؤن والسفن وبدأ كولمبس رحلته في أغسطس سنة ١٤٩٢ واجتاز المحيط الأطلنطي أو (بحر الظلمات) كما كان يسمى. وطالت رحلته وثار عليه بحارته، ولكنه استمهلهم فأمهلوه، ووصل كولمبس إلى جزائر الهند الغربية وقد اعتقد خطأ أنه وصل إلى جزائر الهند الشرقية والهند. ولم يعرف كولمبس أنه قد وصل إلى قارة جديدة هي أمريكا.
وأما الرجل الذي أثبت أن كولمبس لم يصل إلى جزائر الهند الشرقية وإنما وصل إلى قارة جديدة كانت مجهولة، فهو أمريجو فسبوتش وإليه تنسب قارة أمريكا. وأما كولمبس فإن اسمه لم يطلق إلى على جمهورية كولومبيا بأمريكا الجنوبية وعلى ولاية كولومبيا البريطانية بكندا في أمريكا الشمالية.
وبعد كشف القارة هرع إليها كثير من المهاجرين من أهل أروبا من إسبانيا والبرتغال وإنجلترا وفرنسا وهولندا، وأصبحت هذه القارة مقصد المضطهدين والمعذبين من أهل أروبا والطامعين في الإثراء وجمع المال، وكثرت بها المستعمرات.
على أن السكان الجدد لم يلبثوا بعد أن استقروا أن نزعوا إلى الاستقلال، وقد كانت