للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولكن نظام مزارع السوفهوز أخذ يظهر عيوبه ابتداء من سنة ١٩٣١ فقد اتضحت خطورة الاعتماد على نظام زراعة محصول واحد والتمسك به تمسكا شديدا ولذلك عدل باتباع دورة زراعية منظمة. وقد اتضح أيضاً أن مزارع الحبوب متسعة جدا لدرجة يصعب معها إدارتها إدارة ناجحة. لذلك خفضت مساحة المزرعة الواحدة منها في سنة ١٩٣٢ بحيث لا تزيد عن ١٠٨ , ٠٠٠ فدان على أن تقسم داخليا إلى عدة مزارع صغيرة يدير كل منها مساعد مدير. وقد نتج عن إنشاء مزارع تربية الحيوان العظيمة الاتساع أن الحيوانات كانت تتجمع في قطعان كبيرة مما ساعد على انتشار الأوبئة بينها، فقد كانت مساحة تربية الماشية ٦٣ ألف ميل مربع ومزرعة تربية الأغنام تزيد عن ٤٦ ألف ميل مربع فقسمت هذه المساحات الهائلة إلى مساحات أصغر منها لتسهل إدارتها. وكان من أكبر الأخطاء التي ارتكبت أن استولى عمال الحكومة على الماشية قبل أن تنشأ لها الحظائر اللازمة لإيوائها ويعين لها الكلافون اللازمون للعناية بها. وقد عاقبت حكومة السوفييت الموظفين المسؤولين عن هذه الأخطاء بإعدام ثلاثين منهم.

وقد اتضح في النهاية أن تجربة إقامة مزارع السوفهوز قد فشلت تماما فأعلن ستالين في سنة ١٩٣٣ أنها لا تغطي نفقاتها فيما عدا بضع عشرات منها. وفي نهاية سنة ١٩٣٥ أعلنت الحكومة السوفيتية حل عدد كبير منها وإضافة أراضيها إلى المزارع التجمعية، ولم يستبق من مزارع السوفهوز غير التي رأوا ضرورة إبقائها للاستغلال على أساس تجاري، وقد وضعت تحت إدارة ثلاث قومسيريات هي: قومسيرية المزارع الحكومية، وقومسيرية صناعة الأغذية وقومسيرية الزراعة.

(البقية في العدد القادم)

دكتور محمد مأمون عبد السلام

وكيل قسم أمراض النباتات بوزارة الزراعة المصرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>