النواب، ومسيو فلاندان في مجلس الشيوخ، وعرضت الحكومة فيها أعمال الحكومة النازية المخالفة للحقوق الدولية، وتمزيقها المعاهدات المقدسة. . . وأبان بأن عمل الهر هتلر لا يضع على بساط البحث مشكلة الرين، بل مسالة حرمة المعاهدات والعلاقات الدولية وكيان عصبة الأمم. وقال إنه إن أخذت كل أمة ترفض المعاهدات حسب إرادتها فلا سلام ولا حرمه للقانون، بل تحل محل الحق القوة المادية. . .
وفي هذا الخطاب هدأت حكومة باريس ثورتها، ولطفت رفضها البات في المفاوضات، وقالت إنها لا ترفض العمل لحل المشاكل الحالية ولتحسين العلاقات الفرنسية الألمانية، غير أن فرنسا لا تستطيع المفاوضة تحت ضغط القوة التي تمزق المعاهدات الموقع عليها عن طيب خاطر.
وأخذت الصحافة تندد بأعمال الهر هتلر وتبين الخطر الذي سيواجه أوربا نتيجة لعدم احترام المعاهدات. . . وتلوم بريطانيا لاتباعها اللين مع ألمانيا ولمسايرتها لها. . .
أما في لندن فقد أخبر مستر ايدن السفير الألماني عندما تسلم منه مذكرة بأن حكومة جلالته غير راضية عن انتهاك ألمانيا حرمة المعاهدات. وقال في خطابه الذي ألقاه في مجلس العموم في ٩ مارس بعد أن أبان مخالفة عمل الهر هتلر للحقوق الدولية، والخطر الذي ينجم عن اتباع مثل هذه السياسة، إن عمل ألمانيا لا يعد تهديداً، غير أن الحكومة البريطانية تصرح بأنها ستكون في صف فرنسا وبلجيكا فيما إذا هاجمت ألمانيا إحداهما. . .
وغريب بأن يقول مستر ايدن بأن عمل ألمانيا لا يعد تهديدا، ومعاهدة فرساي صريحة العبارة في قولها (البند ٤٤) بأنه في الحالة التي تخالف فيها ألمانيا مضمون البندين ٤٢و٤٣ (تعتبر قائمة بعمل عدائي نحو الدول الموقعة على هذه المعاهدة ومحاولة تعكير صفو السلام).
ولكي يثبت مستر بلدوين من أن الأزمة الحالية سوف لا تقود بريطانيا إلى تطبيق سياسة (العقوبات) الاقتصادية على ألمانيا أصر على أن يوافق اللورد هاليفاكس مستر ايدن في جميع اجتماعاته التي لها علاقة بحوادث الرين، واللورد هاليفكس صديق ألمانيا الحميم. . .
وكان وقع حوادث ٧ مارس في الدوائر السياسية اللندنية نقيض ما كان عليه في باريس.