جاء في (ديوان أبي الطيب المتنبئ) النسخة التي صححها وجمع تعليقاتها (الدكتور عبد الوهاب عزام) وطبعتها (لجنة الترجمة والتأليف والنشر).
قال ابن القطاع: هذا البيت الذي أفسد المتنبئ فيه اللغة، وغلط فيه، وكرر غلطته أربع مرات؛ وذلك أن العلماء مجمعون على أن يقال: هتن المطر والدمع يهتن هتناً وهتوناً، واسم الفاعل منه هاتن، وكذلك يقال: هتل المطر والدمع يهتل هتلاً وهتولاً باللام، وأسم الفاعل هاتل. ولم يقل أحد من العلماء ولا جاء عن أحد من العرب: هتِنَ يهتَن على فعِل يفعَل فيكون اسم الفاعل منه هتِن على فعِل. ولم يذكره أحد من جميع الرواة ولا اهتدي إليه إلى هذه الغاية حتى نبهت عليه.
جاء في (نزهة الألباء في طبقات الأدباء) للأنباري:
لما أنشد (المتنبي) سيف الدولة قولة في مطلع بعض قصائده: (وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه) كان هناك ابن خالويه فقال: يا أبا الطيب إنما يقال: شجاه - توهمه فعلاً ماضياً - فقال أبو الطيب: أسكت، فما وصل الأمر إليك قصد أبو الطيب أشجاه أكثره شجي لا الفعل الماضي. . .
قلت: فهل يقول أبو الطيب لأبن القطاع - وقد أسمعه ما أسمعه -: اسكت، فما وصل الأمر إليك، قد سمعتها من الأعراب، وجدتها في شعر الأعشى أو قلتها ولى - وقد (بلغت في علم اللغة المبالغ) - أن أقولها. وهل نتقبل نحن (الهتن) - هذه قصتها - في هذا الزمن بقبول حسن. . .؟
* ج ٨ ص ١٢٩ - : قال العماد (الأصفهاني): أقام ملك النحاة (الحسن بن الصافي) في رعاية نور الدين محمود بن زنكي، وكان مطبوعاً متناسب الأحوال والأفعال، يحكم على أهل التمييز بحكم ملك فيُقيل ولا يُستقال، وكان يقول: هل سيبويه إلا من رعيتي وحاشيتي، ولو عاش ابن جني لم يسعه إلا حمل غاشيتي.
وجاء في الشرح: وكانت (يستقال) في الأصل (ولا يستثقل) وفي البغية: يستقال.
غاشيتي: المراد بالغاشية أنه يكون من أتباعه وخدمه.
قلت:(فيقيل ولا يستقال) هما (فيَقتال ولا يُقتال) أي يحكم على غيره ولا يحكم غيره عليه. في اللسان والتاج: اقتالَ عليهم احتكم. قال أبو عبيد: سمعت الهيثم بن عدي يقول: سمعت