للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تصويب

وقع في المقال الأخير للأستاذ الكبير العقاد خطآن مطبعيان نصححهما معتذرين:

في صفحة ٨٨٩ سطر ٢٢ جمهرة الشعراء والصواب: جمهرة القراء وفي صفحة ٨٩٧ سطر ٢٦ يقبضون على كل زمان والصواب: على كل زمام.

ذكرى صديق

دار الفلك دورتين منذ أن ضرب القدر بينك وبيننا يا رافعي بحجاب لا نستطيع أن نظهره ولا تستطيع أنت. . . دار الفلك دورتين، والحياة ما تنفك هي الحياة، والناس من حولها فراش يتهافت على بريق من شعاعها يخطف الأبصار، ويصرف القلوب إلا عن نوازع العيش وحب البقاء، وأنا على حيد الطريق أتشوف، وآسى على قلوب رانت عليها ظلماء الحياة فما تبصر، غير قلبي. . غير قلبي وهو قد ضم على هوى لك فيه، هو به ضنين، فلا يكاد ينسى انك أنت يا رافعي. . .

يا عجباً! هذا الدار على قسوتها لذة يهفو نحوها كل قلب؛ وهذه الدنيا على ما فيها من بلاء جميلة تصبو إليها كل نفس؛ وهذه الحياة على ما نجد فيها من عناء جذابة يبسم لها كل إنسان! تلك سنة الخلق.

لو تواريت عنا ليقول فيك التاريخ كلمته، وخلصت إلى نفسك علَّ القلوب تنزع عنها سخائمها؛ ولكن ماذا كان؟

إنه لا يحزنني ألا أجد المنصف البريء، فما الخلد مرتبة تؤخذ عن شفاه الناس؛ وليس يؤلمني أن أرى طائفة من الناس تضطعن عليك وتذهب وتريد أن تنال منك ميتاً بعض ما عجزت عن وأنت حي، فالتاريخ من ورائهم له لسان صدق.

ما الإيمان، وما العقيدة، وما الصبر، وما الدأب، وما النشاط، وما الحزم، وما الجد، وما السمو، وما الكرم، وما الوفاء، وما. . . وما. . .؟ أشياء كنت تعرفها وتدين بها وترى فيه الغاية العظمى والمثل الأعلى. فرحمة الله عليك.

كامل محمود حبيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>