- لذلك الشارع تاريخ، فقد كان مع الأراضي التي حواليه بستاناً من بساتين جدي، وكان البستان هو الممر الموصل بين قصره بالمدينة ودهبيته بالنيل، فأين أنا من تلك الحياة؟ وأين مني ذلك الثراء؟
- إن ثروة جدك لم تضع، يا معالي الوزير، فلها صورة باقية هي علمك وفضلك، وفي بعض الآثار أن ذكاء المرء محسوب عليه، فالذكاء رزقك، وهو أطيب الأرزاق
- من فضل الله على أهل الأدب أن يحبب إليهم المعاني
- وفي سبيل المعاني سترى أني بخلت على جيبي بثمن شجرتين عظيمتين قامتا في مدخل البيت
- وما حديث الشجرتين؟
- إن تكلا باشا صاحب جريدة الأهرام بنى في ضواحي سنتريس قصراً لا يعلو عليه غير هاتين الشجرتين، فأنا أعزهما كل الإعزاز لأطول بهما قصر الرجل الذي قلت فيه:
ينازعني في سِنتريسَ منازعٌ ... له من جَدَا (الأهرام) مرتبع خٌصبُ
إلى آخر القصيدة التي سأثبتها في الطبعة الثانية من ديواني
- سأزور دارك، مع الشكر لدعوتك الكريمة، وإن كان مكاني في رحلة الوزراء إلى المنوفية مكان الضيف
- وزير المعارف لا يكون ضيفاً بالمنوفية، لأن المنوفية تمد مصر بجماهير كثيرة من المعلمين، وأنت وزير المعلمين، وسيكون الجميع ضيوفك هناك
كان يجب أن أدعو الوزراء الذين يشتركون في رحلة المنوفية، ولكن كيف أدعوهم وقد ضاق الوقت؟
دعوت معالي الأستاذ فؤاد باشا سراج الدين بالتليفون فتلطف بالقبول، ولم يفته أن ينص على أن اسم سنتريس اسم جميل
ومررت على معالي وزير العدل، وهو رجل أبغضه بعض البغض، لأنه يريد بجهاده ونضاله أن يكون الرجل الأول في المنوفية لا في سنتريس! فقال حين رآني: ما كنت أعرف أن الهلالي باشا يعزك إلى هذا الحد. ففهمت أن الهلالي باشا حدثه عن دعوتي قبل أن أصل إليه بلحظات