للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلا يضع الله المساعي في التقى ... فمن يسع فيها لا يخف غبن الدهر

أما ما قاله الكوفي في الزهد مثل ما ... تغنى به البصري في ضفة الخمر

فأبو العلاء يدعو أهل العلم والأدب هنا أن يسعوا بأدبهم فوق حاجات بطونهم وأجسادهم، وأن يهدفوا فيما يقولون إلى أغراض أسمى وأنبل من أغراض هذه الحياة الفانية. وبيته الأخير ظاهر في تأييد ما ندعو إليه خاصا بزهد أبي العتاهية، إذ لا يرى فرقا كبيرا بين زهديات أبي العتاهية، وخمريات أبي نواس، حيث أن كلا منهما كان يجري بشعره وراء غرض مادي، وإن اختلفا في الطريقة والمذهب

أما المستشرون فهم في نفس الحيرة والاضطراب التي كان فيها الأوائل حول مقاصد الشاعر، ويقترب نيكلسون منا اقترابا شديدا، حين يشير إشارة خفيفة في هامش كتابه , , إلى أن أبا العتاهية ربما كان قد ترك مجلس الخليفة ومال إلى الزهد لكراهيته للحياة التي كان يحياها شعراء البلاط في ذلك الوقت

محمد عبد العزيز الكفراوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>