وفي نفس المقال يصف ميرزا غلام أحمد مؤسس الحركة الأحمدية بأنه مجدد في الإسلام. ذا شخصية جبارة تعمل على خير الإسلام والمسلمين في بقاع الأرض.
وقرأت ما جاء في عدد شهر أغسطس من سلسلة اقرأ عن المهدي والمهدوية للدكتور أحمد أمين حين يتكلم عن الحركة الأحمدية وعن مؤسسها. فيقول في ص٧٦:(وهذه الفرقة تسمى أحياناً القاديانية وأحياناً تسمى الأحمدية نسبة إلى غلام أحمد. وأكثر المسلمين ينفرون منهم، ويعتقدون أنهم مارقون عن الإسلام خارجون على أهله؛ وقد صرح مصطفى كمال باشا وشيخ الإسلام ومفتي الإسلام بخروج القاديانية عن الإسلام، ويزعم محمد علي وأتباعه أنهم مسلمون، وأن غلام أحمد ليس إلا مسلماً ومجدداً؛ ولكن في كتبهم الأساسية ما يثبت غير ذلك؛ فقد نشر في مجلة الديانات مجلد ٦ ص٢٩٩: أن محمد علي رئيس القاديانية كتب أن الصاحب (ميرزا) نبي آخر الزمان؛ ويعنون بميرزا هذا غلام أحمد، وجاء في الخطبة الإلهامية لميرزا هذا قال: رأيت في المنام أني إله فأنا في اعتقادي كذلك (ع كمالات ص ٥٦٥) ويقول إني أعتقد أن الإيحاءات التي أتلقاها معصومة من الخطأ كتلك التي كان ينزل بها القرآن (الدار الثمين) وقال: إن إيماني بما يوحي إلي ليس أقل على حال من إيماني بالقرآن وجاء في كتاب الأخبار: (أن الله يقول له أي ميرزا: أني أخبر الناس كافة أنك الرسول المقدس إليهم جميعاً) وجاء في كتاب آخر أن الله الحق هو الذي أرسل نجيه في قاديان؛ وإن مدينة قاديان ستظل في مأمن من الوباء إذا كانت محل إقامته. ثم تدلى فزعم أنه أعظم من الحسين بن علي، وأنه المهدي المنتظر.
هذان رأيان متناقضان كل التناقض، فعلى الرغم من أن الدكتور أحمد أمين بك لم يذكر شيئاً عن حياة محمد علي وصفاته؛ ولم يخصه إلا بإشارة عابرة فإننا نشتم منها أن محمد علي هذا خارج على الدين. وكيف يكون متصفاً بتلك الصفات التي ذكرها الأستاذ سرطاوي من يؤمن بأن هناك نبياً بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ويتبع رجلاً يدعى أنه إله وأنه نبي، ويعلن أن من لا يصدق به لا يدخل الجنة أبداً.
أما نحن من جانبنا فلا نستطيع أن نؤيد أحد الرأيين الآن حتى نقف على بعض جوانب هذه الشخصية وأعمالها ليكون حكمنا صحيحاً.