دمنهور التي اقتحمت في ميدان القصة الفنية القصيرة المركزة حشدا من الأقلام. . فملأت بطون الصحف اليومية والأسبوعية بالنادر من الأفكار. . وبالسلس من الأسلوب. . أذكر من أصحاب هذه الأقلام على سبيل المثال لا الحصر: محمد محمود زيتون، إسماعيل الحبروك - محمد محمود دوارة - أمين يوسف غراب - عبد المعطي المسيري - محمد علي الليثي. . ودونهم كثير.
دمنهور التي قدمت في العام الماضي رسامها العبقري. . بهاء الدين الصاوي. . بلوحاته الرائعة. . ومعرضه الفريد. . الذي يشهد بروعته وإبداعه كل من شاهده في دار الأوبرا الملكية. . وتشهد عليه المداليات التي نالها.
دمنهور التي قدمت كل هؤلاء - والتي تحفل بكثيرين دونهم ضربوا في شتى نواحي الفن. . وساهموا بنصيب وافر في نهضته - تقدم لنا اليوم. . الأستاذ عمر كامل الوكيل بك تقدمه لنا في كتابه (الأفق الأعلى في دراسة الهواء الجوي) والكتاب كما ينم عنه عنوانه. . مؤلف علمي يبحث في الكون. . بيد أن القارئ لهذا السفر يمكنه أن يأتي بتعبير آخر فيقول (إنه مؤلف علمي أدبي) ذلك لأنه جمع بين غزارة المادة. . ورقة الأسلوب. . على غير ما تعودنا من مؤلفي الكتب العلمية حيث يتقيدون بأمانة النقل والإصلاحات الموروثة. . فتغدو مؤلفاتهم وقد افتقرت إلى أهم العناصر أثرا في إرغام الطالب المطلع على المتابعة والتقصي. . ذلك لأنها خلت من عنصر التشويق. . وهو القوة الممغنطة المتبادلة بين القارئ والمقروء. . والتي ما من شك في أن - أي القارئ - سيقع تحت تأثيرها فيجذب إليه - قسرا - والتأثير سابق للجذب - ليأتي على محتوياته. ويلتهم كل ما يحويه بين دفتيه دراسة وتحميصا. .!! ومؤلف هذا الكتاب - كما بدا لي خلال مناقشة أثرناها معا حول هذا المؤلف - ممن شعروا بهذا النقص فجاء كتابه فقيرا منه. . متخما باللفتات السريعة المشوقة. . غنيا بالعبارة الرصينة الدسمة. . وقد حرص على أن يمهد للشيء قبل أن يقدمه. . فاستطاع بذلك أن يشق به الطريق معبدا إلى العقول والإفهام.
أقرأ له (ص) حين أراد أن يقدم دراسة عن السماء: (تلك هي السماء قبلة الدعاء. وباب الرجاء. . وملهمة الفلاسفة والشعراء. . ومستقر الملائكة ومعراج الأنبياء. . هبط منها الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وهو في حالة بالغة حد الحيرة والقلق ليقول