(باركينا يا برسييه، وأفيضي علينا مما فاض به قلبك الكريم من محبة. . . .
ويشك بعض المؤرخين في انتشار مذهب الأرفزم قبل القرن السادس (ق. م). غير أن الأناشيد القديمة تثبت أنه كان لهذا المذهب أشياع كثيرون ومريدون، بل لقد كانت الآداب تتأثر به غير صقع من أصقاع اليونان. وهذا نشيد (الأليميونيس دليل على ذلك؛ فلقد ظهر فيه اهتمام الشاعر الذي أنشده بطقوس التطهير، وشدة حرصه على إيراد ما كان أهل التقى يؤدونه من مراسم دينية، تستلزمه عملية (تنقية القلب) من الأدران الدنيا، بالضراعة إلى زجريوس، رب الأرباب، المشرف من عليائه على الكون! والتطهير ومراسمه لب لباب الأرفزام
وقد أثبتت دراسات الأساتذة الألمان كارل مللر ونوك وكنكل وغيرهم أن شاعر كورنثه فيما قبل التاريخ (يوميلوس) كان يدين بالأفرفزم؛ وأنه تبتل إلى ديونيزوس في نشيده الجميل (يورويبا) تبتلا؛ وقد أثبتت في هذا النشيد ما كان في الأزل من اعتداء التيتان على زجريوس وقتلهم إياه، وتعرض أيضا للرؤى والأحلام، وخاض في ذكر هيدز (الدار الآخرة)
أما أثر الأرفزم في الألف سنة التي تبدأ بالقرن السادس ق. م فواضح أشد الوضوح، وهو على أتمه في بندار وهيرودوتس وصولون، ولا يخلو شيخ الملحدين يوربيبيديز من أثارة منه، وقد تأثر به كل من سوفوكلس، وإسخيلوس، وتأثرت به الإسكندرية كذلك
أما هذه الكثرة المدهشة من إلهة اليونان، فقد سلسلها لنا الشاعر هسيود في منظومته الرائعة (الثيوجونيه)، وهي بكلمة خاصة أولى