قالوا: هجرتَ الشعر قلت: ضرورة ... باب البواعث والدواعي مغْلقُ
. . . ينسبها أدبائنا الأفاضل جامعو (المنتخب) إلى أبى المظفر محمد بن أحمد الأبيوردي؛ في حين يُوردها البستاني في دائرة معارفه منسوبةً إلى أبى اسحق الغّزي الأشهبي. وقد مات أول الرجلين عام ٥٥٧هـ والثاني عام ٥٢٤؛ وكلاهما عاش في خراسان، مما قد يشير إلى مصدر هذا الالتباس في آثارهما.
وأعجب من هذا أن قصيدة واحدة يدعيها أكثر من أربعين شاعراً، وهي النونية التي مطلعها:
صاح في العاشقين يا (لكنانهْ) ... رشأٌ في الجفون منه كنانه
هذه أمثلة لدينا عشرات منها، وقد يتجمع لدى بعض الأدباء منها مئات ومئات؛ أفليس من الواجب تطهير الأدب من كل هذا، حتى تستقيم طرائفه، وتتضح معالمه، وتزول عنه آخر سمة من سمات الفوضى والاضطراب؟
نحن أحوج ما نكون إلى هيئة أدبية تشرف على هذا العمل، لأنه مما لا يجتزأ فيه بجهود الأفراد، أو يكتفي في مثله بإشارات الأدباء وتلميحات المتأدبين.
(جرجا)
محمود عزت عرفة
في (دعاء الكروان)
رأيت في قصة (دعاء الكروان) للدكتور طه حسين بك غلطة نحوية أحببتُ نشر تصويبها في (الرسالة) وهاهي ذي: في (ص١١٢س١٧) قال الدكتور طه: ردتْ عليهم آمنة التي رأت الشر بشعاً والإثم (عريان) والجرم منكراً. اهـ والصواب أنه يقول: والإثم (عرياناً)؛ وانه ليخيل إلى أن كلمة (عريان) التبستْ عليه فظنها غير منصرفة؛ والصواب هو أن (عرياناً) منصرفة لأنها صفة على وزن فعلان وتؤنث بالتاء نحو (ندمان) ومؤنثة (ندمانة)؛ و (عريان) ومؤنثة (عريانة). أما الصفات التي على وزن فعلان ومؤنثها على وزن فعلى فهي التي لا تنصرف نحو عطشان ومؤنثة (عطشى). فهل نسى الدكتور بيت الألفية: