كالمدح، والرثاء، والهجاء، والدفاع عن حق علي وبنيه في الخلافة، وشعر النقائض بين شعراء الشيعة وخصومهم من الشعراء. والباب الرابع في: شعراء الشيعة وفيه ترجمة لعشرة شعراءهم: الكميت، وكثير، وعبد الله بن عمر العبلي، والسيد الحميري، ودعبل، وابن الرومي والمفجع البصري، والشريف الرضي، ومهيار، وابن هانئ الأندلسي.
وقد توخى المؤلف في كتابه النهج العلمي فجنبه ذلك كثيراً من المزالق، ولكن صحة المنهج لا تغني وحدها ولابد معها من وعي ناضج يحسن استخدام المنهج، وهذا ما ليس في وسع الأديب ولذاته. والكتاب يعتمد على مراجع كلها - إلا واحداً - قديمة، ولو اعتمد على المراجع الحديثة إلى جانبها لأنارت له الطريق. وهذا هو السر في أن كثيراً من أقسام الكتاب بتراء، وفي تهجم الأديب على بعض الصحابة كعمر وتصديقه خرافة المؤامرة الثلاثية بينه وبين أبي بكر وأبي عبيده، ولم يشر الأديب إلى مصدرها. وأظن أن مخترعها الأب لامنس المستشرق. وهو قسيس اشتهر بقدحه في الإسلام ورجاله، ولو قرأ الأديب كتاب (عبقرية عمر) للأستاذ العقاد لبان له زيفها. ولقد كانت عبقريات العقاد وابن الرومي كفيلة بتجنيبه كثيراً من هذه المزالق، كما أنه غفل في بعض الفصول عن مراجعها الصحيحة كالفصل الذي كتبه في فرق الشيعة ومعتقداتهم، وكان حرياً به أن يعتمد على كتاب (فرق الشيعة) للنوبختي وهو أقدم وأوفى مرجع في موضوعه ومؤلفه أجدر المؤلفين باحترام آرائهم في هذا الموضوع، ولا يزال كثير من العلماء غير محيطين بفضل هذا الكتاب ومؤلفه، وكان عليه أيضاً أن يعتمد على كتابي فجر الإسلام وضحى الإسلام للدكتور أحمد أمين بك، ومقالات الإسلاميين والإبانة للأشعري، وإلى جانب هذا التقصير في بعض الفصول، فضول في بعضها الآخر، فهو في الباب الرابع يطيل الشواهد التي لا موضع لها، ولا يكتفي في تراجم الشعراء بما يتصل بتشيعهم بل يطيل ترجمتهم، ويكتفي في تراجم أكثرهم ببضعة سطور في تشيعهم. ومن أقسام الكتاب التي يجدر التنويه بها ما كتبه في نقد نهج البلاغة والتشكيك في صحة نسبه إلى علي وهذا الشك - وإن كان قديماً - قد أيده الأديب بحجج له قوية طريفة.
وإذا كان الأديب مسئولا عن كل ما أشرنا إليه من مآخذ كالاضطراب والتقصير في جانب والفضول في جانب، وكالأخطاء التاريخية واللغوية التي نكتفي بالإشارة إليها عن التمثيل