ليتطلعون إلى حكمك النزيه الذي أعتقد أن روابط الصداقة لن تحول بينك وبين إصداره، أو بينك وبين صراحتك المعهودة وجرأتك النادرة المثال! وهذه هي القصيدة:
فيض أهواء العيون ... تنشد المرمي اللطيف
خاف جسات الجفون ... تحصر الوهم الرهيف
فر هفاف الجنون ... نحو أبراج الطريف
يجتلى ما قد يكون ... بعد منظور كثيف
عاد من قطب الظنون ... من سنا أوج عفيف
مثل زهو في الغصون ... ولم يروضه الخريف
بصريني يا (وضوح) ... ثروة القطب الخطير
أنا في وهج الفتوح ... يقظ لكن حسير
خف كشف طموح ... وكبا فهم كسير
فسرت فوحات روح ... في غيابات الضمير
لمحات قد تبوح ... بخيفات الأثير
ويه جودي بالشروح ... يسري أنس الغرير!
وختاما لك مني أصدق المودة وأخلص التحية. . . واسلم للأدب وللقراء ولأخيك:
بغداد
عبد القادر رشيد الناصري
مشكلة النزعة الإقليمية التي ورد ذكرها في رسالة الأستاذ الناصري، تفرضعلي أن أعود وبالقراء إلى الأمس القريب، إلى ذلك اليوم الذي ظهر فيه العدد (٩١٥) من الرسالة حاملا إلى هذه الكلمات من قارئ أديب:
(قبل أن تطلع علينا بهذا المذهب النقدي الجليل - مذهب الأداء النفسي - كنت أتوق وأتمنى لو أن في أدبنا العربي مثل هذا المنهج في دراسة الأدب ونقد الشعر وعندما قرأت مقالك الأول، وأخذت في قراءة الثاني أمسكت عن القراءة وعزمت على أمر. . . عزمت علي أن انتظرك حتى تتم هذه المقالات أو هذا المنهج في فصولك النفيسة، فتضع بذلك