يا من نغار عليهم من ضمائرنا ... ومن نصون هواهم في تناجينا
ناب الحنين إليكم في خواطرنا ... من الدلال عليكم في أمانينا
جئنا إلى الصبر ندعوه كعادتنا ... في النائبات فلم يأخذ بأيدينا
وما خلنا على دمع ولا جلد ... حتى أتتنا نواكم من صياصينا
ونابغي كأن الحشر آخره ... تميتنا فيه ذكراكم وتحيينا
نطوي دجاه بجرح من فراقكم ... يكاد في غلس الأسحار يطوينا
إذا رسا النجم لم ترقأ محاجرنا ... حتى يزول ولم تهدأ تراقينا
بتنا نقاسي الدواهي من كواكبه ... حتى قعدنا بها حسرى تقاسينا
يبدو النهار فيخفيه تجلدنا ... للشامتين ويأسوه تأسينا
ويتفرد شوقي بتمجيده عرب الأندلس والبكاء على ملكهم المضيع، ولم يعرج البارودي في قصيدته ولا في غيرها على مجد المسلمين بالهند أثرهم في تحرير عشرات الملايين من أبنائها من الوثنية، وجوبهم البحار قبل كولمبس وماجلان، وهي ينابيع ثرة بالذكريات يترع بها خيال الشاعر لو انه مثقف وبصير بالتاريخ.
ثم يتميز بأن شكر لمصر برها به، وإرسالها الهدايا والأموال إليه، وأجاد تصوير حالها حين اضطرت إلى نفيه محبة له حريصة على سلامته.
ثم يفترق من البارودي بالتمهيد لموضوع قصيدته بمناجاة الحمام النائح ويختلف عنه أيضاً في تخيله نسمة عبقة قد سرت من مصر إليه فأنعشته، ثم ينفرد بوصفه الرائع لجمال الطبيعة في مصر، ووصفه أهرامها.