وأوضح أن كلمة في الفرنسية تدل على الانتساب إلى دولة، وقد تدل على الانتساب إلى أمة ولو لم تكن الأمة كاملة الوجود.
وقال إن العلماء الألمان كانوا أصدق تعبيراً من العلماء الفرنسيين في هذه الناحية وأقرب للواقع والحق حين أستعمل الأولون كلمة للدلالة على الأمة، وأخرى للدلالة على الدولة، وطلب من العلماء العرب أن ينهجوا طريق علماء الألمان فيضعوا كلمة للأمة وأخرى للدولة.
وهنا قال إن وضعنا الاجتماعي والسياسي يفرضان علينا أن نضع ألفاظاً وكلمات للتفريق بين هذين المعنيين. ثم واصل الأستاذ حديثه قائلاً يجب أن نميز بين القومية والجنسية ونفرق بينهما فقد توجد القومية حيث لا توجد الجنسية بمعناها القانوني.
وضرب مثلا بالعرب عندما كانوا تابعين للدولة العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى حيث كانوا جنسية تابعة للدولة العثمانية ولكنهم من حيث قوميتهم عرب أي قوميتهم عربية واخذ يضرب الأمثلة ويسوق الشواهد، فمثل أولاً بمنطقة ليبيا وما تعاقب عليها من احتلال واستعمار ومحاولات تجزئة. وطبق ذلك على الأمة العربية عندما كانت تابعة للدولة العثمانية قائلاً:
عندما بدأت الحركة العربية كانت حركة عربية محضة لا تعرف الإقليم ولا البلد ولهذا لم تعرف باسم الحركة العراقية أو السورية أو المصرية أو الحجازية، والنادي العربي الذي أسس يومئذ كان يعمل باسم الشبيبة العربية، والثورة العربية نفسها التي أشعلها المغفور له الملك حسين لم تكن ثورة حجازية بل ثورة عربية عامة للعرب كلهم وللأمة العربية جمعاء، ومن أجل هذا لقب المغفور له الملك فيصل عندما حرر جيشه دمشق بقائد الجيوش الشمالية.
ثم انتقل المحاضر بعد ذلك إلى الدول العربية القائمة اليوم شارحاً الظروف التي قامت فيها، وكيف حددت مساحاتها، وأعلنت حدودها الموجودة الآن فقال: إن هذه الدول العربية المختلفة لم تقم رعاية للأمم العربية، ولا محافظة على حقوقها، بل قامت لأسباب سياسية أو بتعبير أدق باتفاق الدول الكبرى الاستعمارية. وألمع المحاضر للاتفاق بين بريطانيا وفرنسا وروسيا على تقسيم ميراث الدولة العثمانية بينها عقب الحرب العالمية الأولى بل في