لان الحجاج للأهوازية، وتنكر لطبيعة قلبه الصلد، لأنكرنا من المؤلف صورة مشوهة للحجاج لا تمثل شخصيته التاريخية.). فأية فجوة عاطفية يسترها المؤلف بتصويره للأهوازية ما دام قلب الحجاج سيظل مغلقاً؟. . وما الغرض إذن من تصوير هذه الشخصية؟. . لاشك في أن الدافع الذي ساق الأستاذ إلى هذا التناقض هو الرغبة في المغالطة وتسفيه الرأي. فهو عند دفاعه عن شخصية الأهوازية يرى أنه من حق المؤلف أن يصور حياة الحجاج العاطفية، فإذا ناقشنا الخط العاطفي الذي رسمه المؤلف ومدى فاعليته من المسرحية، عاد فأنكر حق المؤلف في هذا التصوير. وهكذا لم يستطع التمييز بين الحق والباطل.
ولقد استهل الأستاذ رسلان تعقيبه بتوهمه أني أخطأت خطأ كبيراً عندما قلت إن الأهوازية ألقت بنفسها في النهر هاربة. وقد بنى على هذا الخطأ المتوهم نتيجة كبرى، وهي أنني غير جدير بنقد البواعث الخفية للأشخاص الخ. . ولا أحسب الأستاذ جاد في رمي من كتب هذا النقد الذي أفزعه بمثل ما رماني به من عدم الإلمام بأحداث المسرحية.
أما البديهية التي تبرع بها لنا فرجائي إليه أن يحتفظ بها لنفسه، لأنها ليست من بديهيات العصر الذي نعيش فيه. ويستطيع أن يرجع إلى أستاذه في ذلك ليزيده علماً بمثل هذه البديهيات، ويشرح له تطورات المسرحية الحديثة ومقدار فهمها للشخصية الإنسانية.
هذا. . . وأحب أن أقول للأستاذ البارودي، إني قد ذكرت رأيي في التمثيل في حدود التشجيع المرعي لكل مبتدئ في عمله الجديد، وأترك له رأيه في الحكم على مقدرة المشرف على الفرقة التي يعمل داعية لها. وإني أستميحه عذراً في أن أهمس في أذنه لأذكره برأيه الذي أبداه لي في هذه المسرحية في الليلة الأولى من عرضها، وما بدا في رأيه من سخط على المسرحية والممثل وما كنت أعتقد أن الناقد المخلص لفنه ينتقل هكذا سريعاً من طرف لطرف.
وبعد. . . فلست أحب أن أشغل القارئ - ولا أحرج المجلة الوقورة التي نقدت فيها - بالكشف عن الدوافع الشخصية التي أخرجت هذه التعقيبات، كما أتجاوز - كريماً - عن الرد على ما تساقط من أقلام المعقبين مما يدخل في باب المهاترة لا في باب النقد.