الكلمات والخلط بين وظائفها وأنواعها وجرد اللغة مما بها من دقة وسمو، وهوى بها إلى منزلة وضيعة في التعبير. وما حدث في اللغة العربية بهذا الصدد مثله في كثير من اللغات. وإليك مثلاً قواعد اللغة اللاتينية التي انقرضت في اللغات المتشعبة عنها، فإن معظم هذه القواعد كان كبير الفائدة في بيان وظيفة الكلمات وتحديد مدلولاتها وتعيين العلاقات التي تربط عناصر العبارة بعضها ببعض، وقد أدى انقراض هذه القواعد في اللهجات المتشعبة عن اللاتينية إلى كثير من اللبس والاضطراب
حقاً إن هذه المذاهب تصدق على بعض مظاهر التطور الدلالي الخاص بلغات الكتابة، فتطور لغات الكتابة يعتمد في كثير من نواحيه على عوامل أدبية مقصودة ترمي إلى تنقيح اللغة وتهذيبها والسير بها في سبيل الكمال.