ويستصغرون اقتراحات (بيفن) الأخيرة، لأن العرب لا يزالون في خدر لذيذ يستنيمون إليه. . . ذلك أنهم يثقون بالضمير البريطاني!!!
(ومن هنا نستطيع أن نعرف: متى يسترضينا الإنجليز، ومتى يسترضون الصهيونيين؟!). ثم قلت في نهاية ذلك المقال:
(والآن. . . ما هو طريقنا المأمون؟
(طريقنا ألا نثق بضمير أحد، فما لأحد في العالم الغربي ضمير! لقد برهنت هذه الحضارة الغربية على إفلاس في الضمير لا عهد للعالم به في جميع الحضارات السابقة
(وقبل أن نثق بالضمير الأوربي أو الأمريكي، يجب أن نتذكر لفرنسا حوادث سوريا ولبنان - وهي قريبة لم تغب عن العيان - ويجب أن نذكر لإنجلترا يوم ٤ فبراير الشنيع، ثم موقفها في إندونيسيا - وهو حاضر الآن - ويجب نذكر لأمريكا نداء (ترومان) ونصرته للصهيونيين!
(وطريقنا ألا نستنيم لمخدرات التأجيل، إلا إذا وقفت الهجرة وقفاً تاماً حتى يتم التحقيق. فلقد رأينا أن الزمن ليس في صالحنا. وإذا شاء أحد أن يستنيم، فليتذكر متى صدر الكتاب الأبيض بوقف الهجرة الصهيونية في موعد محدد، ولماذا صدر هذا الكتاب؟ ثم ليتذكر متى ألغى الكتاب الأبيض وأبيحت الهجرة من جديد، ولماذا كان هذا الانقلاب؟
(صدر الكتاب الأبيض ترضية للعرب الساخطين الثائرين، وصدر تصريح (بيفن) الأخير ترضية لليهود المعتدين الإرهابيين)
قلت ذلك من نحو ثلاثة أشهر، فقال لي قوم ممن يسمونهم (العقلاء!): لا تنس أن إباحة الهجرة الصهيونية مرهونة بمشيئة العرب، وأن مستر (بيفن) قدم قراره الأخير في صورة (اقتراح)، فإذا رفض العرب، فلن تكون هجرة للصهيونيين!
ثم هاهو ذا مستر (بيفن) يقرر تنفيذ اقتراحه، بعد أن رفضه العرب وأبلغوه قرار الرفض مجتمعين!
ذلك أن قرار الرفض من جانب العرب لم يبلغ للمستر (بيفن) باللغة الوحيدة التي يفهمها الإنجليز! فهم معذورون حين لا يفهمون!
ومصيبتنا الكبرى - سواء في قضية فلسطين أو في قضايا البلاد العربية جميعاً - أننا لا