نخاطب الإنجليز باللغة الوحيدة التي يفهمونها كل حين!
ويبلغ بنا البله والغفلة أن نخاطبهم باللغة الدبلوماسية - وهم لا يفهمون هذه اللغة مع الأسف من الشعوب الصغيرة، بل هم لا يفهمونها من الشعوب الكبيرة في بعض الأحايين!
والضمير السياسي البريطاني؟ تلك الخرافة التي يتعلق بها ساستنا حينما تضعف نفوسهم عن اختيار الطريق الوحيد المؤدي إلى حقوقنا الوطنية، وتعجز ألسنتهم عن اللغة الوحيدة التي يفهمها الإنجليز.
هذه الخرافة التي لم ننكب مرة واحدة إلا عن طريق التعلق بها، ولم ننجح مرة واحدة إلا عن طريق اليأس منها. . ومع كل التجارب الماضية يوجد بيننا من لا يزال يثق في هذا الضمير
هاهي ذي الهجرة الصهيونية تباح أيها الواثقون بالضمير السياسي البريطاني. فماذا أنتم قائلون؟ بل ماذا أنتم فاعلون؟
مذكرات ديبلوماسية! وبيانات ديبلوماسية! وانتظار للردود على هذه البيانات والمذكرات، تأتيكم أو لا تأتيكم بعد حين!
والهجرة تستمر، والصهيونيون يدخلون!
أيتها الأمة العربية:
أفيك رصيد مذخور، أم أنت من الهالكين؟ فأما أن تكن الأولى أيتها الأمة فخاطبي القوم باللغة الوحيدة التي يفهمون، وأما أن تكن الثانية، فإن الإنجليز معذورون، والصهيونيين محقون!
أيتها الأمة العربية: لا تعتمدي على رجال السياسة، فقد تكون لهم قيود وحدود. ولكن اعتمدي على نفسك، وادفعي إلى الأمام ليتخطوا هذه السدود والقيود!
أيتها الأمة العربية:
(احذري رجال السياسة من أبنائك، لا لأنهم قد يخونونك أو يخدعونك؛ ولكن لأنهم هم قد يخانون ويخدعون. ولأن كراسي الحكم والمناصب، قد تكون في بعض الأحيان وثيرة إلى حد تستنيم له الأعصاب الثائرة، وتخمد فيه الدماء الفائرة!