ولكن هذا الخطاب الذي لم يقرأ. . . قد خفف عني العبء
فصارت أفكاري كلها كالأناشيد
لقد ظللت سبيلي حيث تعددت السبل. . .
فلا في المياه الواسعة. . . ولا في السماء الزرقاء. . . أستطيع أن أجد لي طريقاً
لقد اختفى الطريق تحت أجنحة الطير. . . ووراء النجوم الملتهبة. . . وخلف أزهار الفصول المتعاقبة. . .
فتساءلت. . . أي قلبي! ألا تحمل مع ذلك حقيقة الطريق الذي لا أراه؟
عندما كنت اختال ببطء بين كنوزي الثقيلة الموروثة. . . كنت أشعر كأني الدودة التي تعيش في الظلام. . . تتغذى على الثمرة التي ولدت عليها. . .
إني أترك هذا السجن. . . سجن الفساد
إني لا أعبأ إذ أحطم تمثال السكون. . . لأني ذاهب في طريقي باحثاً عن الشباب الدائم. . .
سأتخلى عن كل ما لم يتحد مع حياتي. . .
سأتخلى عن كل شيء. . . إلا ما كان خفيفاً كضحكي
وسأجري خلال الزمان. . .
و. . . آه يا قلبي. . . في عربتك الصغيرة يرقص الشاعر ويغني بينما خياله يسبح
لقد أخذتني من يدي. . . وأدنيتني إلى جانبك. . . وأجلستني أمام الناس جميعاً. . . وفي مقام عال. . . حتى صرت ضعيفاً لا أقوى على النظر ولا السير في طريقي. . . يملؤني الشك. . . ويحيطني الوجل. . . خشية أن أعثر فيصيبني احتقار الناس. . .
ولكني تحررت أخيرا. . .
فقد دوت الصرخة. . . وقرعت الطبول إنذاراً. . . وهبط مقعدي في التراب. . .
وتفتحت السبل أمامي!
إن أجنحتي لتطير بها الرغبة إلى السماء. . .
إني أذهب لأحتل مكاني بين النجوم التي تنطلق في منتصف الليل. . . لتغرق في الظل اللانهائي، إني كسحابة الصيف التي تتقاذفها العاصفة. . . بعد أن ألقت عنها تاجها الذهبي