للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصبوة الهائمة، وأناشيد قيثارة الأشعار المترنمة! استمعي إليها. . . فقد هصرتها كلها من جنى الخيال، وشهى الجمال!

أرهفي السمع لسحر الأغاني، وشيق المعاني، وحلو النغم وجرس الكلم. . . قد ملأت أقداحي بها من سلسبيل الفكر، وعناقيد الغزل؛ فارشفي منها رحيق القبل واقطفي منها جني الثمر! وأذني لورد شفتيك بالتفتح، ليفضي عبيره بسر حبك، ويهفو أريجه عن مكنون سحرك، فيسعد طالعي، وينعم خاطري. . .

وتنساب الأناشيد إثر وقع خطواتك الراقصة، تناجي خيالك، وتناغي جمالك في حنان الأم لرضيعها. . . فتصدح الأشعار بغرامك، منشدة أهازيج هيامك. . .؛ أني شاقتك الأغاني، وطاب لك النغم. . .

ليلاي! ثغرك النضيد حلو كالزهرة الباسمة، ذات الفتنة والنقاء، والسحر والصفاء. . . قد مزج بها منذ فضت عنك التمائم: ترنمت الأشعار بسنا جمالك وسجعت أغاريد الصيف البهي لصدى ضيائك وبهائك، ولرجع جلالك ودلالك

ترنمت الأشعار بجمال صدر فينوس الكاعب لصدى روعة ثديك الناهد؛ سجعات قلبك الباسم، وخطرات قدك النامي هي تآلف أنغام غصنك الغاني وفرعك الداني باللحن السامي

ترنمت الأشعار بخمر لحظك الوسنان، وسلاف سحرك الفتان، فسكرت الروح الهائمة بوصلك، وثملت النفس الولهى بقربك، وانتشت بخمر آثر من عتيق المدام. . . ترنمت الأشعار ياليلاي بفتنة غدائرك الذهبية المترجرجة؛ وروعة خصلات شعرك الأرجواني المنساب على عنقك العاجي. . . فهام القلب بالشعر العسجدي، وقدّم العمر قرباناً على مذبح الحب القدسي، في معبد الهوى العذري!

وأخيراً صدحت الخواطر شجي الأغاني، وغرّدت الأشعار رقيق المعاني، مشدوهة هالعة عندما تغنيّتُ مترنماً: (أنا المتيّم بهواك، المعذّب بضناك، الشادي بجمالك، الملحن عذب ألحانك!)

واهاً من الحب والهوى! الأشعار ظمأى لسلاف أغانيه، وألحان مغانيه، وشدو أنغامه على قيثار قوافيه! ولا تسخري يا حبيبتي من حمق مجاليه؛ إذا تآلف لحنها ولم يتباين سجعها

ليلاي! اهجعي أنى طاب لك الرقاد! فالأشعار هي وثير فراشك ومثوى جسدك بين رياشك،

<<  <  ج:
ص:  >  >>