فاضطر أبوه أن يعده بالسعي لدى والد ليلى كي يزوجه إياها، واستطاعوا بذلك أن يأخذوه معهم ويردوه إلى الحيّ وأهل بيته.
ولما رأته أمه بكت لحالته البائسة التعسة، وحاولت جهدها أن تروّح عن نفسه، فألبسته ملابس جميلة، وأصلحت من شكله وهندامه، وجعلت تواسيه وتشمله بعطفها ورعايتها عساها تجلب إلى قلبه العزاء والسلوة.
وفي (شكل ٢) ينام المجنون إلى جانب مجرى ماء، ويسهر على حراسته الوحوش من كل جانب، فيربض الأسد والفهد إلى اليمين، والثعلب والظباء والوعول إلى اليسار. وجاء ذووه وضربوا خيامهم بالقرب منه، وقد خرج الرجال وانتشروا في المكان، بينما نرى والده بلحيته البيضاء قادماً نحوه. وقد أجاد المصور تصوير الحياة المنزلية لنساء البدو في بيوتهن، فرسم إحداهن وهي تحلب بقرة، وأخرى تغزل على مغزل أحضرته معها وهي تستعين في عملها بيديها وقدميها، واثنتين جالستين في مدخل إحدى الخيام وقد احتدم بينهما الجدل. وهذه الصورة من تصوير المصور الإيراني قاسم علي أحد تلامذة المصور الشهير بهزاد، وهي في مخطوط للمنظومات الخمس للشاعر نظامي الكنجوي كتب في سنة ٩٠٠ هجرية (١٤٩٤ م) باسم أحد أمراء السلطان حسين ميرزا. وهذا المخطوط محفوظ في المتحف البريطاني.