وتعديد ذنوبهم، شملهم الخوف والذل ولاذوا منه بالخديعة والمكر والكذب، فتخلقوا بها وفسدت بصائرهم وأخلاقهم، وربما خذلوه في مواطن الحرب. . .).
وللإصلاح الاجتماعي حدود في منتسكيو إذ يقول) إذا أراد أمير أن يغير من أحوال شعبه فعليه أن يصلح بالقوانين ما هو مؤسس بالقوانين، وأن يغير بالعادات ما هو مؤسس بالعادات، وإنها لسياسة عمياء أن يغير بالقوانين ما يجب تغييره بالعادات).
أما أبن خلدون فإنه ينشد الإصلاح الاجتماعي الذي غايته الاقتداء (إذ هو - أي التاريخ - يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياستهم حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا).
فالظواهر الاجتماعية والعوامل الطبيعية ذات علائق بالقوانين المشتقة من الروح العامة لتي تنتج عن تفاعل هذه العوامل، وتلك الظواهر في كل مجتمع على حدة.
ومن هذا العرض الموجز يرى القارئ مدى الائتلاف والاختلاف بين أبن خلدون رائد التاريخ، وبين منتسكيو رائد السياسة وكيف التقيا في ميدان الاجتماع.