وإذ تتكون الدولة على هذا النحو، يستقصي أبن خلدون أطوارها الخمسة فيما يلي: - الظفر والاستبداد والترف والمسللة والإسراف: ويرى أيضاً أن المال والجند هما العاملان الرئيسيان في إقامة دعائم الملك إذا وجد، وتقويضها إذا فقدا.
ويستطرد من البحث في الخلافة التي هي الملك الصحيح أو الدولة المثالية إلى البحث في ماهيتها وشروطها وخططها التي في مقدمتها الصلاة، ثم تطورها وانتقالها إلى الملك، ولا ينسى الحروب وأسبابها التي لا تعدو أن تكون من هذه الأربعة: - غيرة ومنافسة، عدوان، غضب لله ولدينه، غضب للملك. والنوعان الأولان حروب بغي وفتنة، والآخران حروب جهاد وعدل.
والعادات تتأثر بالسياسة، فالناس على دين الملك، وعوائد كل جيل تابعة لعوائد سلطانه، والمغلوب يقلد الغالب، وتعاقب الأمم والأجيال في الملك يؤدي إلى المخالفة في العادات باطراد. والفضيلة دعامة قوية لقيام الدولة، والعدل أساس الملك، والظلم فساد للدولة وإفساد للرعية.
وعند منتسكيو أن القوانين تنجم عن طبائع الأشياء، والموضوعية منها أو السياسية التي تواضع عليها العقل الإنساني ما هي غلا حالات يتجلى فيها العقل، وهذه القوانين دولية وتشريعية ومدنية: الأولى تتعلق بما بين الدول من علاقات، فهي القانون الدولي العام، والثانية تتعلق بما بين السلطات التي تنظم الدولة من جهة، وبما بينها وبين الدولة من جهة أخرى، والأخيرة تتعلق بتنظيم العلاقات بين الأفراد. ثم يتحدث عن العلاقة بين القوانين الوضعية وبين شكل الحكومة، والأسس التي يقوم عليها الحكم والبيئة الجغرافية والاقتصاد وكل هاتيك العناصر التي تسمى (الروح العامة).
والحكومات عنده أربع: الجمهورية وهي إما ديمقراطية أو أرستقراطية، والملكية، والمستبدة، ولكل حكومة فضيلة تخصها، فالديمقراطية فضيلتها حب الوطن أو حب المساواة، والأرستقراطية فضيلتها الاعتدال، والملكية فضيلتها الشرف، والاستبدادية صفتها السياسية والخوف، فهي إذن فضائل سياسية لا تمت بصلة إلى الدين أو الأخلاق.
ويقول أبن خلدون (إن الملك إذا كان قاهراً باطشاً بالعقوبات منقباً عن عورات الناس،