مشاعر فتيان البحار، وبسبب أنني لم أكن سعيداً أبداً لإيماني بأني سأكون (قسّيساً) فاشلاً، مما بعث في نفسي مضاضة وحزناً! ولقد عاونتني الأمسية التي كنت أقضيها في بيتي على كتابة سبعة فصول من قصتي الأولي، وكان اسمها (الدير)، وقد ثبت عندي أنها كانت بشيراً بأخرى كتبتها بعد ذلك بأمد أسمها (الكاتدرائية)، وبعد هذه الفصول السبعة ازدحمت في ذهني شخصيات كثيرة من أبطال قصة (الدير) وأخذت تختلط وتختلط حتى فقدت قيمتها ومميزاتها. ولقد عّلمني ذلك شيئاً. والحق أن الفصل الأول من هذه القصة قد احتفظ به ذهني حتى جعلت منه (الفصل الأول) في قصة أخرى كتبتها بعد ذلك باسم (الفضولي)!
ولما أدرك أبي أنني لا يمكن أن أكون قسيساً، ظن أنني قد أصلح لأكون مدرساً! ومِنْ ثمَ وجهني إلى ألمانيا وفرنسا لأتعلم لغة كِلّ من البلدين العظيمين. ولكنني لم أتعلم لغة هذه ولا تلك، وإنما كتبت قصة طويلة كاملة أسمها (تروىْ هانتون)! ليس في وسع ألفاظ أن تعبر عن كيفية انكبابي على الكتابة. . . وبعد أن فرغت منه هذه القصة كنت شديد الإيمان بأنها من روائع الفن القصصي! وهذا ما لا أعتقد الآن في شيء من كتبي! فأرسلت بها إلى دار (آرثر بنسون) للنشر، فقد كان أحد أصحابها معي في (كيمبردج) ولقد تلقيت منه في (كيمبرلند) كتباً عدة عن هذه القصة، يقول في أحدها:(إني لأخشى أن تكون قصتك رديئة! ولكن هنالك شيء واحداً أعتقده تماماً: ذلك إن ليست لك أية مقدرة على الابتكار. وقد تصبح ناقداً يوماً من الأيام؛ ولكن النقد الأدبي لن يكفل لك أكثر من حياة بئيسة!)
ولقد بلغ من ثقتي بالرجل أنني أحرقت قصتي هذه. على أنني انتفعت كثيراً من صورها - فيما بعد - في قصة أخرى سميتها (الصبر). . .
والتحقق بعمل جديد، مدرساً في كلية مدينة (ابسم) ولقد توجهت إليها وحيداً، فقد كانت على مقربة من (لندن) وفيها كنت أرجو أن أبدا حياتي الأدبية والحق أني إلى تلك اللحظة لم أتلق كلمة تشجيع واحدة لأعمالي الأدبية من أي إنسان!. وفي (ابسم) كتبت قصتي الأولى التي أخرجتها المطبعة للناس بأسمى. وقد اخترت لها أسم (الحصان الخشبي) وكنت قد أظهرت على نصفها أستاذاً كانت تلوح عليه إمارات الذكاء؛ ولكنه ردَّ علىَّ أوراقها مع قوله:(لست يا (والبول) قصصيأ على أي حال. . .!)
وبالرغم من هذا فمهما بلغ من قلة ثقة الناس بي؛ فلقد كنت وطيد الثقة بنفسي! ولقد بدا لي